قررت المجموعة الاقتصادية لدول افريقيا الجنوبية عقد قمة استثنائية حول تطورات الوضع في جمهورية إفريقيا الوسطى مطلع شهر أفريل المقبل في الوقت الذي بدأت فيه مظاهر الحياة تعود تدريجيا إلى العاصمة بانغي. وأعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي أن المجموعة الإقتصادية لدول إفريقيا الجنوبية ستعقد قمة استثنائية حول الوضع في جمهورية إفريقيا الوسطى في الثالث أفريل المقبل في العاصمة التشادية نجامينا بهدف دراسة إمكانية العودة إلى اتفاق "ليبرفيل" الموقع في 11 يناير الماضي. ووقع تحالف "سيليكا" المتمرد مع حكومة إفريقيا الوسطى اتفاق سلام في العاصمة الغابونية ليبرفيل في يناير الماضي نص على تشكيل حكومة وفاق وطني تضم فريق الرئيس المخلوع بوزيزي والتحالف المتمرد وفريق من المعارضة لكن سرعان ما عاد المتمردون يوم 11 مارس الجاري ليشنوا هجوما على مدينة "بنغاسو" والتي تعد احدى المدن الرئيسية في جنوب البلاد وذلك عقب الهجوم على مدينة "سيدو" الواقعة بالشمال في نهاية شهر فيفري الماضي. وقد تعهد زعيم تحالف متمردي "سيليكا" ميشيل دجوتوديا الذي نصب نفسه رئيسا لجمهورية إفريقيا الوسطى -عقب الهجوم على القصر الرئاسي والاستيلاء على العاصمة بانغي- باجراء انتخابات في غضون ثلاثة اعوام بعد قراره حل المؤسسات الدستورية والابقاء على حكومة الوحدة الوطنية مع اجراء تعديلا طفيف عليها. وقصد حل الأزمة السياسية التي تعصف بافريقيا الوسطى دعا مفوض مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي رمطان لعمامرة إلى تحقيق توافق وطني لحل الأزمة السياسية مشددا على الحاجة لدعم البلاد لاستعادة سلطة القانون. وأكد المفوض الإفريقي بأنه يجري العمل حاليا مع القادة الآخرين وقادة المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا ومجلس الأمن لإيجاد حل سلمى يحمي المدنيين ويعيد سلطة القانون مشيرا إلى أن العقوبات المفروضة على "سيليكا" بعد استيلائها على السلطة نافذة المفعول على المدى الطويل رغم أنه ليس دور الاتحاد أن يعاقب الدول الأعضاء. — عودة تدريجية لمظاهر الحياة بالعاصمة بانغي — ووبعد أربعة أيام من سيطرة متمردي تحالف "سليكا" على الحكم وفرار رئيس افريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزي وعائلته إلى دول الجوار بعد عشرة أعوام من الحكم تشهد عاصمة البلاد بانغي عودة تدريجية لمظاهر الحياة حيث خرج السكان في ثماني مقاطعات من العاصمة وعادت حركة المرور بشكل طفيف مع استئناف بعض الحافلات وسيارات الأجرة لعملها بشكل محتشم كما فتحت بعض الأسواق أبوابها لاستقبال الزبائن رغم تردد عدد من أصحاب المحلات عن فتح محلاتهم خوفا من التعرض للسطو في ظل الغياب التام للأمن في البلاد. ووفقا للتقارير الواردة من بانغي فإنه رغم عودة الهدوء إلى بعض مناطق العاصمة إلى أن عددا من أحيائها لا يزال يشهد عمليات سطو وحوادث إطلاق نار زادت من مخاوف موظفي الدولة وحالت دون قرار عودتهم إلى وظائفهم. وفي ظل حالة اللاإستقرار التي تسود البلاد وجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نداء إلى كافة أطراف النزاع من أجل احترام المدنيين وكافة الذين لا يشاركون في المعارك أو كفوا عن المشاركة فيها وحماية الجرحى والمرافق الطبية والعاملين لدى الصليب الأحمر. وحسب اللجنة فإن الكثير من الجرحى يصلون إلى المستشفيات وإلى مختلف المراكز الطبية في بانغي التي لم بعد باستطاعتها استيعاب هذا العدد الكبير من الجرحى و أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي يعيق عمل المرافق الطبية. وقصد السماح للمسعفين بالوصول إلى الجرحى والقيان بعملهم بطريقة آمنة دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أطراف النزاع إلى ضرورة التمييز بين الأهداف العسكرية والممتلكات ذات الطابع المدني. وفي انتظار ما ستفضي إليه الجهود الإفريقية والدولية لحل الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بهذا البلاد الإفريقي يبقى المدني المتضرر الرئيس مما يحدث.