هدد متمردو ائتلاف (سيليكا) بجمهورية افريقيا الوسطى مجددا يوم الاثنين بدخول العاصمة بانغي رغم الضمانات التي قدمها الرئيس فرانسوا بوزيزي لحل الازمة في وقت حذر فيه الاتحاد الأفريقي من الاستيلاء على السلطة بالقوة. ووفقا لمصادر صحفية فان ايريك ماسي الناطق باسم إئتلاف (سيليكا) اتهم السلطات بارتكاب تجاوزات ضد المدنيين والقريبين من حركة التمرد مهددا بدخول بانغي التي اعلن فيها حظر التجول يوم الاحد. ودعا المتحدث باسم المتمردين القوات الافريقية لحفظ السلام الى "التدخل فورا في العاصمة لوقف الممارسات وقتل المعتقلين أو ألا تمنعنا من القيام بذلك" مشيرا بذلك إلى القوات التابعة لدول غرب افريقيا المنتشرة في افريقيا الوسطى لاحلال الاستقرار. ويتهم الائتلاف المتمرد السلطات خصوصا بالاعداد لهجوم "لمهاجمة باتانفاغو" المدينة الواقعة في الشمال وسيطر عليها المتمردون منذ بداية هجومهم قبل ثلاثة اسابيع. وكان وزير في حكومة افريقيا الوسطى قد حذر من خطر اندلاع "ثورة في القصر" الجمهوري في بانغي اذا مورست الضغوط الدولية فقط على الرئيس فرنسوا بوزيزي في الازمة الدائرة مع متمردي ائتلاف "سيليكا". وذكر وزير الادارة الاقليمية جوزي بنوا أن "الرئيس قدم تنازلات وأعطى كافة الضمانات (...) لكن يجب ألا تكون الضغوط أحادية (...) المتمردون ينهبون ويقتلون ويطالبون". وأضاف قائلا "الضغوط الأحادية تخلق تصلبا في النظام وهذا قد يؤد الى ثورة في القصر الجمهوري" مشيرا الى ان "الرئيس أكد مجددا رغبته في إنهاء الأزمة من خلال الحوار"وتعهد أنه سيكون مستعدا لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد سلسلة الحوار مع المتمردين". واتهم الوزير تحالف متمردي (سيليكا) " بتدمير البنية الاجتماعية الاقتصادية ونهب موارد البلاد الطبيعية"موضحا انه "تم نهب مصنع السكر الوحيد في البلاد الذي يقع على بعد حوالي 30 كم من بلدة (بامباري) التي يحتلها المتمردون". وكان الرئيس بوزيزي قد اقترح أمس تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد إجراء الحوار المرتقب مع متمردي ائتلاف (سيليكا) ووعد بعدم الترشح في 2016 لدى انتهاء ولايته. واجبر المتمردون الجيش النظامي وحلفاءه على التراجع إلى (دامارا) آخر نقطة استراتيجية على طريق العاصمة بانغي وقبل ذلك سيطر متمردو حركة "سيليكا" التي تمردت على الرئيس بوزيزي الذي يحكم البلاد منذ 2003 على مدينة سيبوت (160 كلم شمال العاصمة بانغي). وسيطر المتمردون خلال اسبوعين على عدة مدن استراتيجية اولها بريا (الغنية بمناجم الالماس في وسط البلاد) وبمباري (الغنية بمناجم الذهب في جنوب الوسط) ثم كاغا بندورو (شمال الوسط) واقتربوا من بانغي من الشمال والشرق. وبدأ ائتلاف (سيليكا) تمرده في 10 ديسمبر الجاري مطالبا "باحترام" اتفاقات السلام المبرمة في 2007 و2011 والتي قال ان السلطات لم تتقيد بها. وتدهورت الأوضاع الأمنية في البلاد في الأسابيع الأخيرة بعد أن احتلت قوات تحالف المتمردين مدينة (نديلي) في شمال وسط البلاد ومدينة (سام اوندجا بامينجوي) في شمال الشرق ومدينة (بريا) في وسط البلاد. ومع احتدام الازمة نحو الاسوء حذرت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي السيدة نكوسازانا دلاميني زوما الجماعات المسلحة المتمردة في جمهورية أفريقيا الوسطى من "مغبة الاستيلاء على السلطة بطرق غير قانونية". وقالت زوما في بيان أصدره الاتحاد الأفريقي اليوم الاثنين بأديس أبابا من "أنه إذا أقدمت الجماعات المتمردة على الاستيلاء على السلطة فإن الاتحاد الأفريقي سوف يعلق عضوية جمهورية أفريقيا الوسطى وكذلك مشاركتها في جميع أنشطة الاتحاد بموجب بنود القانون التأسيسي والميثاق الأفريقي للديمقراطية والانتخابات والحكم، وسوف يفرض عقوبات وإجراءات أخرى ضد مرتكبي هذا التغيير غير الدستوري للحكومة وسيجري عزلهم كليا". وأكدت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي استعداد الاتحاد الإفريقي "للاتفاق مع جمهورية أفريقيا الوسطى والمجموعة الاقتصادية لوسط أفريقيا, والمؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى لحشد من داخل القارة أي دعم ومساعدات إضافية مطلوبة لتيسير نجاح الجهود الإقليمية لإيجاد حل سلمي للأزمة في البلاد". من جهته دعا بوني يايي رئيس البنين الذي يتولى أيضا رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال زيارته الى بانغي أمس الأحد إلى "وقف الاعتداءات بين الحكومة والمتمردين". وكان بوني يايي قد وصل في زيارة إلى جمهورية إفريقيا الوسطى واجتمع مع نظيره فرانسوا بوزيزي للنظر في إنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد. وتم التخطيط لإجراء محادثات في (ليبرفيل) بوساطة تقودها المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا التي تتألف من جمهورية إفريقيا الوسطى وانغولا وبوروندي والكاميرون وجمهورية الكونغو والغابون وغينيا الاستوائية وجمهورية الكونغو الديمقراطية والتشاد وساو توم وبرنسيب في موعد "لم يتحدد بعد". وكانت المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا دعت امس متمردي تحالف /سيليكا/ إلى عدم تجاوز مدينة /دامارا/ فيما يصر المتمردون على رحيل الرئيس بوزيزي فيما تم إعلان حظر للتجول في مدينة بانغي التي تواجه تهديدا من المتمردين الموجودين على مسافة أقل من 150 كلم من العاصمة.