يراهن المسؤولون المحليون بباتنة حاليا على توسيع المساحات المخصصة لزراعة البطاطس إلى المناطق الجنوبية للولاية بعد تسجيل تجارب ناجحة بها في السنتين الأخيرتين لاسيما ببلديات بريكة و بيطام والجزار. وقد دفعت النتائج المحققة في هذا المجال وخاصة تجربة الإنتاج النوعي المبكر لهذا المحصول لدى أحد الفلاحين ببلدية بريكة مسؤولي القطاع إلى التفكير بجدية في إعادة تشكيل الخريطة الإنتاجية للبطاطس بباتنة من خلال إدماج المناطق الجنوبية للولاية. ويرى بعض فلاحي المنطقة الذين تحولوا إلى زراعة البطاطس بهذه الجهة المعروفة منذ سنين طويلة بزراعة الخضروات أن العامل المشجع في نشاطهم الجديد "يكمن في الفارق الزمني الموجود بين منتوج ولاية باتنة وباقي الولايات الأخرى"والمتراوح بين شهر و 45 يوما مما يجعلهم يمونون السوق المحلية وحتى الوطنية بالبطاطس خارج أوقات إنتاجها بالمناطق الأخرى من الوطن. و أوضح فلاحون آخرون ل (وأج) بأن زراعتهم للبطاطس في وقت متأخر حسب ظروف المنطقة المناخية يجعلهم يجنونها في وقت متأخر وبذلك يسوقون محصولهم بصفة كلية دون اللجوء إلى وضعه في غرف التبريد موضحين بأن هذه الطريقة قد تسمح لهم بزراعة المنتوج 3 مرات في السنة. و أكد من جهته مدير المصالح الفلاحية لولاية باتنة بأن مصالح قطاعه بصدد تسخير كل الوسائل ووضع برنامج لهذا التوجه بالاستعانة بكل الفاعلين في الشعبة و خاصة المعاهد المتخصصة في مجال الدعم التقني التي سطرت معها مديرية الفلاحة بالتنسيق مع غرفة الفلاحة برنامجا للتأطير التقني التدريجي لهذه العملية. وأضاف محمد لمين قرابصي بأن مديرية القطاع بالولاية نظمت حملات تحسيسية في إطار آليات الدعم الموجهة أساسا لتطوير البذور والفسائل والمكننة والري الفلاحي المقتصد للمياه لفائدة هؤلاء الفلاحين وهو ما سيعطى دفعا قويا للمنتوج وتدخل بموجب ذلك النظرة الجديدة للسلطات المحلية لولاية باتنة والمتعلقة بتثمين الموارد المتوفرة مرحلة التجسيد بغية سد الفراغ المسجل في هذا المنتوج بين المواسم. و أضاف ذات المصدر بأن ذلك لا بد أن يتزامن مع ضرورة دخول المنطقة في إنتاج البذور الممتازة وهو ما تطمح إليه الولاية عن طريق المزارع النموذجية المتواجدة بها وربط شراكة بين منتجي البطاطس ذوي المستوى المهني المتقدم بمختلف بلديات باتنة مع فلاحي المنطقة الجنوبية للولاية المهتمين بهذه الزراعة . ولتحقيق الأهداف المسطرة في هذا المجال يراهن المسؤولون المحليون على عدة عوامل منها تعميم استعمال السقي المقتصد للمياه في إطار الإستراتيجية الولائية المعدة لهذا الغرض وتعميم استعمال فضلات الدواجن التي أثبتت نجاعتها في ولايات أخرى إلى جانب إدخال المكننة عبر مختلف مراحل المسار التقني الأساسية . تطور ملحوظ في زراعة البطاطس من سنة إلى أخرى وتعتبر زراعة البطاطس بولاية باتنة من النشاطات الفلاحية التي تتطور يوما بعد يوم خاصة منذ انطلاق سياسة تجديد الاقتصاد الفلاحي والريفي بالجزائر سنة 2009. وعرفت هذه الزراعة تحولات هامة سواء من حيث المساحة أو من حيث المردود وحتى من حيث طريقة الإنتاج إذ بلغت المساحة المزروعة سنويا لحد الآن حسب مصالح مديرية الفلاحة أكثر من 2500 هكتار بنوعيها الموسمي وما بعد الموسمي. وإذا كانت المناطق المعروفة بممارسة هذا النشاط منحصرة سابقا في منطقتين أو ثلاث بالولاية مثل عين جاسر ورأس العيون و مروانة فإن طموح المسؤولين المحليين اليوم يكمن في توسيع الخريطة الإنتاجية للبطاطس إلى عدة مناطق أخرى تتوفر على أحسن الظروف الملائمة لتطوير هذا المنتوج خاصة من حيث التربة والمناخ . أما النتائج المحققة من حيث المنتوج فتجاوزت الضعف حيث قفز من 300 ألف قنطار في موسم 2005 - 2009 إلى 700 ألف قنطار سنة 2012 تضيف ذات المصالح مؤكدة بأن المردود انتقل من 129 قنطارا إلى 270 قنطارا في الهكتار الواحد خلال نفس الفترة مع وجود مزارعين تجاوزوا سقف ال500 قنطار في الهكتار ببعض الأماكن. ورغم صعوبة التربة بالمناطق التي يمارس فيها هذا النشاط فقد تم تحسين أساليب زراعة البطاطس بالجهة من خلال إدخال المكننة الحديثة واستعمال المواد العضوية خاصة ووسائل السقي الحديثة حيث أصبحت كل المساحة أو جلها تسقى عن الطريق الرش وهي تقنية مدعمة من طرف الدولة. وتم في هذا السياق توزيع أكثر من 20 آلة غرس وجني لهذه المادة فيما يتوسع تدريجيا استعمال المواد العضوية للحيوانات والتي أثبتت تأثيرها الإيجابي الكبير على مردود المحصول تضيف ذات المصالح . ويلاحظ في الآونة الأخيرة بأن هذه الشعبة أصبحت لاتستقطب اهتمام الفلاحين فحسب بل شباب وأشخاص من خارج قطاع الفلاحة مثل محمد زلاقي الذي تحول إلى زراعة البطاطس مؤخرا بعد أن كانت له تجربة سابقة في التعليم ثم مقاولة في البناء. وأكد هذا الوافد الجديد إلى عالم الفلاحة لوأج بأن تجربته الناجحة في زراعة البطاطس جعلته يفكر بجدية في توسيع مزرعته الكائنة بطريق المطار لاسيما وأن الدولة وفرت دعما هاما لفلاحي الشعبة مما يفتح آفاقا واسعا لهذه الزراعة بالولاية.