تعرف زراعة و إنتاج البطاطس بنوعيها الموسمية وما بعد الموسمية في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا بولاية باتنة، حسبما علم من مديرية المصالح الفلاحية. وقفزت المساحة المخصصة لزراعة هذا المنتوج الفلاحي من 1.400 هكتار في سنة 2008 إلى 2.400 هكتار في موسم 2009 -2010 استنادا إلى مدير المصالح الفلاحية السيد محمد لمين قرابصي الذي أكد أن متوسط مردود الهكتار الواحد من هذه المادة يقدر حاليا بما بين 130 إلى 300 قنطار. أما المناطق التي تعرف تطورا كبيرا في هذه الزراعة بالولاية فتتمثل في أريس و مروانة وعين جاسر وسريانة بالإضافة إلى رأس العيون التي يتراوح بها حاليا مردود الهكتار الواحد من البطاطس بين 500 و700 قنطار. وتأتي التحفيزات المقدمة من طرف الدولة في مجال الدعم الفلاحي بكل مكوناته وكذا سياسة الضبط في إطار ما يسمى بجهاز ضبط المنتجات الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع من بين أهم العوامل التي أدت إلى تطور هذه الزراعة بالمنطقة في السنوات الأخيرة يضيف مدير الفلاحة . وأشار ذات الإطار إلى أن الفلاحين بولاية باتنة استفادوا في عدة مراحل من هذا الجهاز بصفة غير مباشرة لأن مناطق الإنتاج بباتنة متأخرة في عملية جني المحصول التي تأتي في وقت تكون فيه السوق الوطنية لهذا المنتوج انتهت من الفائض عن طريق التخزين تحت التبريد في مناطق أخرى من الوطن مما يجعل سعر الجملة يتراوح في هذه الفترة ما بين 22 و35 د.ج للكيلوغرام الواحد . ويحظى منتوج الولاية من البطاطس بإقبال كبير من طرف تجار هذه المادة من عدة ولايات والذي يكون على حقول الفلاحين مباشرة في حين يسوق جزء منه في سوق الجملة للخضر والفواكه بشلغوم العيد (ولاية ميلة) وكذا ذلك المتواجد بباتنة. و مما زاد في هذا الإقبال يقول بعض الفلاحين هو "الذوق المميز" للبطاطس المنتجة محليا . وفيما يتعلق بطرق حفظ المنتجات الفلاحية كانت ولاية باتنة أنجزت استنادا إلى السيد محمد لمين قرابصي في إطار الدعم الفلاحي ما يقارب 20 ألف متر مكعب من غرف التبريد جاهزة للتخزين.و وجه جزء منها للفواكه خاصة في المناطق الجبلية وآخر للحوم البيضاء والحليب ومشتقاته في حين وضعت حوالي 8 آلاف متر مكعب منه تحت تصرف منتجي البطاطس الذين رغم إلحاح مصالح مديرية الفلاح لإدماجهم في هذا الجهاز يفضلون بيع المنتوج مباشرة لأن السعر يناسبهم في هذه الفترة يضيف ذات الإطار . وأكد السيد محمد لمين قرابصي أن المصالح المعنية وفي ظل هذا التطور الملحوظ للمنتوج تطمح إلى دفع هذه الشعبة بعيدا وتطويرها عن طريق إدخال إنتاج البذور بأصنافها الملائمة للمنطقة وفتح مساحات أخرى بالولاية خاصة بالمناطق الجنوبية ذات التربة الخفيفة والمياه المتوفرة لإنشاء أقطاب في هذه الشعبة محليا. وقد بدأت بوادر تطور هذه الزراعة حسب مصالح مديرية الفلاحة تظهر جليا بالولاية خاصة في منطقة لازرو المعروفة بجودة تربتها ووفرة مياهها حيث حققت باتنة الموسم الحالي إنتاجا من البطاطس يقدر ب 588 ألف و400 قنطار منها 216 ألف قنطار ما بعد الموسمية و 372 ألف و400 قنطار موسمية بمتوسط مردود سنوي يفوق 250 ألف قنطار في الهكتار الواحد . وأوضح مدير الفلاحة أن باتنة تجاوزت الهدف المسطر للموسم 2009-2010 في عقد النجاعة فيما يخص إنتاج البطاطس بنسبة تقدر ب 54 بالمائة مقابل 13 بالمائة في الموسم الفارط مشيرا أن الكمية المنتجة تعتبر تقريبا في مستوى الاحتياجات السنوية للولاية من مادة البطاطاس والمقدرة بحوالي 400 ألف قنطار. وحسب نفس المصدر، ستبذل جهود السنوات القليلة المقبلة من أجل زيادة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة من خلال ضبط خارطة الإنتاج حسب المناطق المؤهلة لتحقيق المردود والنوعية واختيار شبكة من أحسن الفلاحين لإنتاج البذور بعد تحديد الأصناف اللازمة بمشاركة معهد الخضروات عبر البرنامج المكثف و تأطيرهم. كما سيعمد أيضا إلى توسيع استعمال المكننة والسقي عبر البرامج المفتوحة من طرف الوزارة في هذا المجال والاستمرار في العمل التشجيعي والتحسيسي بضرورة الاندماج في سياسة التبريد واستغلال المناطق المؤهلة لهذه الزراعة، حسب نفس المصدر.