ذكر المؤرخ و الكاتب و المخرج عمار بلخوجة أن الإبادة الجماعية التي قام بها الاحتلال الفرنسي ضد الشعب الجزائري لم تعالج بالقدر الكافي مشيرا أن التقتيل الجماعي و المجازر لم تنته منذ احتلال فرنسا للجزائر في 1830 و إلى غاية 1962. وفي محاضرة قدمها خلال الأيام الدراسية المنظمة منذ أمس الاثنين بعين الدفلى في إطار احياء شهر التراث الذي يحمل هذه السنة شعار "التراث الثقافي و الصمود" ذكر بلخوجة بأول جريمة ارتكبتها قوات الاستعمار الفرنسي لدى دخولها الجزائر والتي قامت خلالها بإبادة قبيلة "ألعوفية" بالحراش سنة 1832 مبرزا في ذات السياق أن عمليات الإبادة بدأت فرنسا في ارتكابها مذ دخولها الجزائر. كما أشار إلى عدة مجازر أخرى ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق قرى كاملة من بينها محرقة "ولاد رياح" بالظهرة. وتطرق بلخوجة أيضا إلى "الأفكار التي لم تتطور لحد الآن تجاه القضية الجزائرية وحرب التحرير وممارسات الاستعمار سواء بفرنسا و حتى بالدول الأوروبية" مستشهدا في هذا السياق بمجازر 8 ماي 1945 "التي يعتقد أنها جرت في يوم واحد غير أن التاريخ يؤكد عكس ذلك حيث استمرت إلى غاية ال20 جوان 1945". كما تحدث عن الترقيات التي كان يجازى بها الضباط الفرنسيون بعد قيامهم بأعمال التقتيل والابادة متسائلا كيف يحدث هذا من طرف بلد يتباهى بالتطور و التقدم و كذا برعاية حقوق الإنسان. وأضاف لخوجة من جهة أخرى أن محاكمة الاستعمار الفرنسي لم تغلق بعد بالرغم من مرور 50 سنة من استعادة استقلال البلاد. وشدد بلخوجة على ضرورة محاكمة الاستعمار الفرنسي وضرورة معرفة الشباب الفرنسي ما ارغترفه أجداده من جرائهم مشيرا أنه "يمكن بناء أواصل صداقة بين البلدين بعيدا عن قيم العداء أو الاستياء".