أعلنت جماعة الاخوان المسلمين وحزب النور السلفي عن رفضهما تعيين محمد البرادعي على راس الحكومة الجديدة في مصر فيما رحبت قوى واحزاب التيار المدني بالتكليف واعتبرته انتصار للثورة. وهدد حزب النور السلفي الذي شارك في وضع خارطة الطريق للمرحلة الانتقالية بالانسحاب من المشهد السياسي الحالي بسبب تعيين البرادعي على راس الحكومة. وعبر نائب رئيس الحزب للشؤون السياسية بسام الزرقاء عن رفض حزبه وضع كافة الصلاحيات في يد رئيس حزب له "توجه معين" موضحا ان المشهد الحالي في مصر ينذر بالخطر وينبغي أن تكون هناك مصالحة وطنية بين جميع القوى السياسية المصرية من خلال الحيادية بين جميع الأطراف معربا عن اعتقاده بان هذا التكليف قد يلزم حزب النور بالانسحاب من المشهد السياسي الحالي. ومن جهتها اعتبرت جماعة الا خوان المسلمين ان تعيين البرادعي ياتي مكافاة له على دوره في "التخطيط للانقلاب على الشرعية". وقال قايدي بمجلس مجلس شوري الاخوان في تصريحات له اليوم السبت إن تعيين البرادعي هو "استمرار للانقلاب على الإرادة الشعبية" و يكشف "مؤامرة سعي عدد من القوى السياسية والمؤسسة العسكرية للاستيلاء على السلطة". وحسبه فان" توزيع السلطات بهذا الشكل المريب "من شانه ان يدفع البلاد تجاه "حرب أهلية وشيكة بين جميع الأطراف". ورحبت قوى واحزاب التيار المدني بعيين البرادعي واعتبرته نجاح لاهداف الثورة في العدالة والحرية والعيش. وقال عمر موسى رئيس حزب المؤتمر والقيادي بجبهة الانقاذ أنه يثق في قدرة البرادعي والفريق الذي سيعمل معه في إدارة الأمور بكفاءة غابت عن الإدارة السابقة. ودعا موسى في تصريحات صحفية مساء اليوم الى فترة انتقالية قصيرة تتم خلالها مصالحة وطنية لا تقصي أحدا بما في ذلك التيارات الإسلامية جميعا. وطلب من البرادعي أن يولي الوضع الاقتصادي و الأمني أولوية خاصة. كما اعلن ائتلاف شباب الثورة وحركة 6 افريل ومعتصمو التحرير تأييدهم لاختيار البرادعي لرئاسة الحكومة مؤكدين ثقتهم في أن البرادعي سيعمل على تحقيق أهداف الثورة التي تجاهلها نظام الإخوان المسلمين على مدار العام الماضي. وطالبوا بتمكين الثورة وشبابها من مؤسسات الدولة لتطهيرها وتطويرها وتحسين أداء عملها. ومن جهته قال المتحدث الرسمي باسم حزب الدستور ان البرادعي سيقوم بتشكيل الحكومة من الكفاءات لمعالجة قضيتي الأمن والاقتصاد لافتا إلى أن المصالحة الوطنية ستشمل جماعة الإخوان المسلمين الذين تحدث عنهم البرادعي إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك وطالب بضرورة مشاركتهم وعدم إقصاءهم. وأشار إلى أن البرادعي لم يتخذ قرارا بعد بالاستقالة من حزب الدستور أو تعليق عضويته مؤكدا على أنه سيتخذ قرارا في هذا الشأن قريبا بعد حلفه اليمين الدستوري.