كلف الرئيس المصري محمد مرسي وزير الموارد المائية و الري هشام قنديل بتشكيل الحكومة الجديدة فيما وصفت قوى سياسية متحالفة مع الاخوان القرار ب"المفاجئ و الصادم". وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي إن الرئيس محمد مرسي طلب من قنديل الذي وصفه " بالشخصية المستقلة " بتشكيل الحكومة الجديدة والعمل على الانتهاء من التشكيل الوزاري في القريب العاجل . وفي اول تصريح له عقب التعيين قال هشام قنديل إن حكومته في المقام الأول ستكون"حكومة تكنوقراط وأن الكفاءة هي المعيار الأساسي في اختيار الوزراء وسيكون هناك توازنات يتم مراعاتها". واضاف قنديل في مؤتمر صحفي عقب لقائه مع مرسي أن التشكيل" سيكون بالتنسيق التام مع رئيس الجمهورية". و أكد ان محور اهتمام الحكومة في الفترة المقبلة هو تنفيذ برنامج الرئيس وخاصة فيما يخص المائة يوم الأولى وسيتم إضافة قضية المياه إليها في الفترة المقبلة نظرا لأهميتها. وتولى قنديل (50 عاما) المتخرج من جامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدةالامريكية منصب وزيرا للموارد المائية في حكومة عصام شرف السابقة واستمر في نفس المنصب في الحكومة الحالية. ولم يعرف عن هشام قنديل الذي يعتبره البعض منتميا للاخوان المسلمين - أي مشاركة سياسية أو في مجال العمل العام سواء قبل احداث يناير 2011 أو بعدها ما عدى منصبه كوزير. واعتبر ممثلو الطبقة السياسية تعيين قنديل لرئاسة اول حكومة في عهد الرئيس المنتخب بعد احداث 25 يناير2011 " مفاجاة" فيما عبرت بعض الحركات والقوى المتحالفة مع الاخوان عن عدم رضاها بهذا التكليف واعتبرته لا يفي بالوعود التي اطلقها الاخوان بشان الحكومة الائتلافية المقبلة. وفي هذا الاطار عبر القيادي ب"الجمعية الوطنية للتغيير" أحمد دراج عن "استيائه الشديد" من تسمية قنديل موضحا ان الاخوان المسلمين "لم يتحملوا مسؤولياتهم بالوفاء بالعهد". من جهته قال الناشط السياسى جورج إسحاق إن قنديل "يمثل التيار الإسلامى الذى ينتمى إليه رئيس الجمهورية ولم يكن سياسيا فى يوم من الأيام ولم يشارك فى الثورة". أما جناح حركة 6 افريل المتحالف مع الاخوان المسلمين فقد اعتبر ان اختيار الرئيس قنديل يعد " قرار صادما ويبعث على الدهشة والاستغراب" معتبرا ان الرئيس مرسى " لم يف بتعهداته للقوى الوطنية" باختيار شخصية وطنية ومستقلة وذى خبرة سياسية واقتصادية لمنصب رئيس الوزراء. وأشار إلى أن الجبهة الوطنية والقوى السياسية طرحت أكثر من اسم للتشكيل الوزارى أبرزهم محمد البرادعى إلا أنه تم تجاهل كافة ترشيحات واقتراحات القوى الوطنية. ايمن نور رئيس حزب "غد الثورة" اشار من جهته إلى ان تسمية هشام قنديل اضافة إلى انه "مفاجأة غير متوقعة " فهو " ليس الاختيار الأفضل". كما وصف عضو المكتب السياسى لحزب المصريين الأحرار باسل عادل قرار تعيين قنديل بالقرار "الصادم" مؤكدا أن الاختيار "لم يأت بحجم الطموحات والتوقعات لحكومة 25 يناير" منتقدا عدم إجراء أى مشاورات بين الرئيس والقوى السياسية حول رئيس الوزراء الجديد. أما القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين عصام العريان فقد اعتبر ان المهمة الرئيسية للحكومة الجديدة ستكون "مواجهة الثورة المضادة". وأضاف أن الخطوة التالية هى تشكيل حكومة متوازنة ذات كفاءة وقدرة ادارة الملفات الصعبة خلال المرحلة الانتقالية المستمرة.