نوه عدد من الإطارات السامية لفترة ما بعد الاستقلال من رفقاء الوزير الأسبق المرحوم محمد صالح منتوري يوم الثلاثاء بالدور "البارز" الذي لعبه هذا الأخير في إرساء قواعد نظام الضمان الاجتماعي المعمول به في الجزائر إلى يومنا هذا و من نظرته "السباقة" في مجالات حيوية في البلاد. كما أشادوا في وقفة عرفان تكريما لذكرى المرحوم من تنظيم منتدى المجاهد بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد بالدور "الحيوي" و "الفعال" الذي لعبه منتوري حينما كان على رأس المجلس الاجتماعي و الاقتصادي. و قال رئيس ديوان الوزير الأسبق جمال الدين بلحجوبة أنه رافق المرحوم قبل أن يكون وزيرا على مستوى المديرية العامة للضمان الاجتماعي و على مستوى المجلس الاقتصادي و الاجتماعي مؤكدا أنه رغم مسؤوليته الكبيرة بالدولة "كان متعطشا لتحقيق العدالة الاجتماعية و قريبا من الشعب". و من جهته أكد عيسى باديس بصفته نائب مدير سابق للمديرية العامة للضمان الاجتماعي للفترة الممتدة مابين 1970 و 1990 أن الفقيد كان حينذاك يشغل منصب مدير عام و نجح بفضل نظرته" السباقة" في "إرساء قواعد نظام الضمان الاجتماعي الذي كرس له كل أوقاته". و تناولت من جهتها فتيحة منتوري بوصفها وزيرة منتدبة سابقة لوزارة المالية مكلفة بالاصلاح المالي الفترة التي كان فيها المرحوم على رأس المجلس الاجتماعي و الاقتصادي حيث كان يعمل —وفق قولها— ليجعل من هذا المجلس فضاءأ للترابط بين المجتمع المدني و السلطة. و قد تم خلال هذا اليوم تكريم عائلة المرحوم محمد صالح منتوري. ولد المرحوم محمد صالح منتوري في 9 أفريل 1940 بحامة بوزيان ولاية قسنطينة حيث ترعرع في جو عائلة مثقفة و ثورية حيث كان إخوته الكبار متطوعين في الحركة الوطنية. إلتحق محمد صالح سنة 1955 و عمره لا يتجاوز 15 سنة بالمنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني . و في سنة 1958 بعد حصوله على الباكالوريا أرسل محمد صالح إلى سويسرا بموجب منحة دراسية منحت له من طرف الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية أين إلتحق بمدرسة الدراسات العليا للتجارة. بعد الاستقلال اشتغل لفترة وجيزة بالبنك المركزي قبل الالتحاق بالشركة الوطنية للبحث و استغلال البترول في الجزائر .و في سنة 1970 تولى منصب مدير عام للضمان الاجتماعي. و في سنة 1984 عين محمد صالح نائب وزير مكلف بالرياضة ثم بالسياحة و بعدها في سنة 1991 شغل منصب وزير الشؤون الاجتماعية ثم الصحة في حكومة سيد احمد غزالي الذي استقال منها و انعزل عن الحياة العامة لمدة تفوق سبع سنوات. و خلال عام 1996 التحق المرحوم بالمجلس الاقتصادي و الاجتماعي حيث انتخب رئيسا له.