ينتخب الألمان اليوم الأحد البرلمان ال18 للبلاد في انتخابات تسعى المستشارة الألمانية انجيلا ميركل للفوز بها والبقاء لولاية ثالثة في ظل اقتراع هو الأول بألمانيا منذ أزمة الديون الأوروبية التي تفجرت قبل أربع سنوات. ويحق لحوالي 62 مليون شخص التصويت في الانتخابات التشريعية بألمانيا التي تتولى ميركل رئاسة المستشارية فيها منذ عام 2005. فقد دعي حوالي 61.8 مليون ناخب لادلاء باصواتهم وسوف يخوض 34 حزبا انتخابات البندستاغ مجلس النواب فى البرلمان الالمانى. وكانت أحدث استطلاعات الرأي أظهرت تقدم كتلة ميركل المحافظة التي تضم حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر وحصولها على 39 في المئة متقدمة بنحو 13 نقطة على الحزب الديمقراطي الاشتراكي ثاني أكبر أحزاب البلاد. وبحسب المحللين السياسيين الألمان فإن لدى ميركل حظوظ أوفر من منافسها بيير شتاينبروك مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي وزير المالية السابق للاحتفاظ بمنصبها بعد الانتخابات . — تراجع شعبية شريك ميركل في الائتلاف قد يهدد مسار الانتخابات — ففيما ضمنت نتيجة استطلاعات الرأي بقاء ميركل في منصب مستشارة ألمانيا الا ان شكوكا ظلت قائمة حول امكانية استمرارها على رأس حكومة يمين الوسط التي قادتها خلال السنوات الأربع الماضية وذلك نظرا لتراجع شعبية شريكها في الائتلاف الحزب الديمقراطي الحر. وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي تراجع شعبية ذلك الحزب وحصوله على نسبة 5 بالمئة فقط بعد أن كانت شعبيته حققت رقما قياسيا بحصوله على 14.6 بالمئة في انتخابات عام 2009. ويعني مثل هذه النسبة حرمان الحزب الديمقراطي الحر ربما حتى من التواجد في البرلمان المقبل بموجب قانون يحظر تمثيل الأحزاب الصغيرة التي تحصل على نسبة أقل من 5 بالمئة. وإذا لم يحقق الحزب نتائج أفضل في الانتخابات فقد تضطر ميركل لقبول التحالف مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي المنافس والذي اشتركت معه في حكم البلاد فيما بين عامي2005 و2009. لكن ميركل جددت في تصريح لها أمس في ختام حملتها الإنتخابية تأكيدها على استمرار الائتلاف الحاكم الذي يجمع بين تحالفها المسيحي الديمقراطي مع الحزب الديمقراطي الحر. ولفتت ميركل إلى المشاكل التي واجهتها في حكومتها الأولى 2005 -209 خلال الائتلاف السابق الذي جمع تحالفها المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي أكبر حزب معارض في البلاد وقالت"إن الائتلاف مع الليبراليين كان أكثر نجاحا منه مع الاشتراكيين". —ميركل تدعو مواطنيها للتصويت لصالحها وتؤكد على استعدادها لمواصلة خدمة ألمانيا— فعلى مدى أيام الحملة الانتخابية تضمنت خطابات المستشارة الألمانية وكما جرى في مهرجانها الانتخابي الأخير أمس السبت ببرلين تاكيدها عن استعدادها الكبير لمواصلة خدمة ألمانيا التي قالت انها تحظى ب"مكانة متميزة في أوروبا" ودعت مواطنيها إلى إعادة الثقة فيها مؤكدة أن الألمان يعرفونها جيدا. وأعربت المستشارة الألمانية في هذا المهرجان عن رغبتها في الاحتفاظ بالتحالف مع الحزب الديمقراطي الحر. كما ذكرت ميركل التي فرضت بلادها سياسة التقشف على العديد من الدول الأوروبية أن ألمانيا "تعتبر أكبر اقتصاد في القارة لكنها تحتاج إلى أصدقاء" مؤكدة على ضرورة الجمع بين "التضامن والمسؤولية" وليس التضامن عبر دفع ديون دول أوروبية. يشار هنا الى ان " هيئة الإذاعة الألمانية" ذكرت نقلا عن استطلاع للرأي أجري حول رأي الأوروبين في إعادة انتخاب ميركل انه أظهر أن 50 في المائة من اليونايين يعتقدون أن إعادة انتخاب ميركل "سيكون له عواقب سلبية لبلادهم". في المقابل فضل منافس ميركل بيير شتاينبروك مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي أن يختتم حملته الانتخابية في فرانكفورت (غربالمانيا) حيث جدد التزامه بتنفيذ برنامج الحزب الذي ركز بالخصوص على تحديد الحد الادنى للأجور (5ر8 أورو للساعة) داعيا الناخبين إلى المشاركة بقوة في الانتخابات من أجل المساهمة في التغيير. واعتبر مرشح الاشتراكيين أن انتخابات اليوم يتعين أن تشكل فرصة لتغيير "الجمود". ومن المتوقع ان تعلن مؤسسات الابحاث النتائج الجزئية بعد فترة قصيرة من اغلاق مراكز الاقتراع فى الساعة السادسة مساء (17:00 بتوقيت غرينتش). ومن المقرر اعلان النتائج الرسمية الاولية فى وقت مبكر من صباح الغد. وكان الرئيس الألماني يوئاخيم جاوك قد ناشد الألمان ليلة امس التوجه إلى صناديق الانتخابات لإبداء رأيهم لمن يحكم ألمانيا خلال فترة الأربع أعوام القادمة