شدد المجاهدون المشاركون في لقاء بوهران، على ضرورة الإسراع في تدوين شهادات كل من شارك في ثورة التحرير الوطنية من أجل كتابة التاريخ بشكل سليم والمحافظة على الذاكرة الوطنية. وأشار المجاهدون خلال لقاء نظمته جامعة وهران، بمناسبة إحياء الذكرى ال59 لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954، إلى أنه ”يستوجب تفعيل جمع شهادات الفاعلين من مجاهدين ومسبّلين وغيرهم ممن شاركوا من قريب أو من بعيد بأي شيء يمت بصلة للثورة التحريرية، من أجل تدوين شهاداتهم بغية حمايتها من التشويه”. وأوضح المجاهد طالب محمد، الذي كافح في الولاية التاريخية الخامسة، أن كتابة التاريخ تعد ضرورة حتمية في الوقت الراهن، خاصة في ظل رحيل العديد من الوجوه الثورية التي كان بإمكانها الإدلاء بشهادات حية عن وقائع ثورة التحرير، وقال إن تدوين شهادات المجاهدين من مصدرها يمنع الوقوع في بعض التحريفات أو المغالطات، مشيرا إلى أن ما يتم حاليا من جمع الشهادات غير كاف، كون المسؤولين عنه لم يصلوا إلى المجاهدين الذين يعيشون في صمت في الجبال والمداشر، وهم حتما لديهم الكثير مما يقولونه حول هذه المرحلة الهامة من تاريخ الوطن. من جانبه، شدد المجاهد بوزياني محمد، المدعو ”بلعرج”، على أهمية ”تدوين” أحداث ثورة أول نوفمبر 1954 حتى يبقى ذلك ”نبراسا يضيء الطريق للأجيال القادمة لمواصلة حمل رسالة الشهداء”، مشيرا إلى أن كتابة وقائع وأحداث الثورة ”لا بد أن يتم من قبل المختصين، وهم المؤرخون دون غيرهم، بعد أن تقدم لهم الوثائق والشهادات الحية”، وذكر أن تدوين الشهادات يسمح بأن يكون في متناول الجزائر خزان معتبر من المعلومات والحقائق، داعيا إلى تحويل الشهادات الشفوية إلى كتابات تاريخية قبل رحيل المجاهدين، مبرزا أن ”عددا كبيرا من صناع مجد الجزائر غادرونا حاملين معهم كنوزا وأسرارا كان يمكن توظيفها لإثراء كتابة تاريخ ثورتنا المجيدة”.