إنطلقت يوم الإثنين بجامعة الحاج لخضر بباتنة أشغال ملتقى دولي حول سياسات الانفتاح الاقتصادي والنمو بدول جنوب البحر الأبيض المتوسط بمشاركة باحثين من مختلف جامعات الوطن وأيضا من فرنسا ولبنان. ويهدف هذا الملتقى حسب عميد كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير المنظمة لهذه التظاهرة العلمية بالتنسيق مع المشروع الوطني للبحث الخاص بسياسات الانفتاح الاقتصادي وإشكالية النمو في دول جنوب المتوسط الدكتور عيسى مرازقة إلى معرفة الآثار الناجمة عن سياسات الانفتاح الاقتصادي على النمو في دول جنوب المتوسط في ظل التحولات التي يشهدها العالم في السنوات الأخيرة. وتتمثل أهم محاور هذا الملتقى في "التأصيل النظري للعلاقة بين الانفتاح الاقتصادي بشقيه التجاري والمالي والنمو" وكذا "أثر الانفتاح التجاري على النمو و سياسات الانفتاح المالي والنمو" و "العلاقة بين الاستثمار الأجنبي المباشر والنمو" فيما سيركز المحور الخامس على عرض وتقييم تجارب الانفتاح الاقتصادي الناجحة بالدول الناشئة" . و اعتبر الدكتور الطاهر هارون من جامعة باتنة في مداخلته حول "الانفتاح الاقتصادي والنمو : الآثار على دول جنوب المتوسط" أن "أثر الاستثمار الأجنبي في مجال دعم النمو بدول جنوب المتوسط يظل ضعيفا لتوجهه إلى قطاعات غير منتجة. و أضاف أن نتائج بحث حول قياس أثر الانفتاح الاقتصادي على معدلات النمو التي شملت كعينة 6 دول من جنوب المتوسط هي الجزائر وتونس والمغرب ومصر والأردن وتركيا في الفترة من 1980 إلى 2010 بينت أن جل التدفقات الاستثمارية الأجنبية إلى هذه المناطق تمركزت في قطاعات غير خالقة للثروة ومنها القطاعات الخدماتية قليلة الأثر في إنتاج القيمة المضافة. ولم يخف نفس المتحدث بأنه وفريق الباحثين الذي قام بهذا البحث انطلقوا من معيارين أساسيين هما الانفتاح الاقتصادي المالي وكذا التجاري لهذه الدول مبرزا أن الشيء الذي تم ملاحظته بالنسبة للجزائر هو استطاعتها تفادي وقع الأزمة الاقتصادية المالية التي عرفتها الكثير من دول العالم خاصة في أوروبا لأن انفتاحها المالي كان محدودا. وتم بالإضافة إلى ذلك التطرق إلى أهم المقاربات والنظريات الاقتصادية القديمة والحديثة منها التي تستعمل في حساب معدلات النمو وكيفية تحديد التنمية وأهم العوامل المساعدة على تطويرها ومنها المؤسسات واليد العاملة التي تعد الأساس في خلق الثروة ناهيك عن دورها الاقتصادي والاجتماعي في أي دولة. ويتضمن برنامج هذا الملتقى الذي يدوم يومين العديد من المداخلات التي تبحث في سياسات الانفتاح الاقتصادي والنمو بدول جنوب المتوسط منها أثر الاستثمار الأجنبي المباشر على النمو الاقتصادي في الجزائر (دراسة قياسية) بالإضافة إلى عرض بعض التجارب الناجحة لدول مثل الصين من خلال انفتاحها على الاقتصاد العالمي.