أحيت جمعية من أجل تربية المواطنة لولاية قسنطينة يوم السبت بقاعة "ابن باديس" الذكرى المئوية لميلاد المناضل الوطني مبارك (عبد الله) فيلالي (1913-1957) بحضور بعض من أقاربه وجامعيين بالإضافة إلى باحثين. وفي كلمة الافتتاح أبرز الأمين العام لهذه الجمعية السيد محمد لرقش أهمية إحياء هذه الذكرى التي تندرج في إطار سلسلة اللقاءات المخصصة لدراسة التراث النضالي للحركة الوطنية الجزائرية بمختلف مكوناتها السياسية الثقافية والجمعوية. من جهته ذكر السيد إبراهيم فيلالي ممثل أسرة الفقيد وإطار متقاعد من قطاع الشؤون الدينية بمسار أمبارك فيلالي المعروف باسمه النضالي عبد الله مذكرا بأن هذا المناضل تابع تعليمه ودراسته القرآنية بزاوية سيدي فتح الله بمقعد الحوت أحد أحياء المدينة القديمة وذلك بقسم الشيخ عبد الحفيظ الجنان أحد الوجوه الفكرية بقسنطينة وصديق الشيخ عبد الحميد بن باديس. وقد انخرط عبد الله فيلالي في نجم شمال إفريقيا ونظم زيارة إلى مصالي الحاج بقسنطينة في 19 أكتوبر 1936 قبل أن يرافق العام 1937 المناضل بقنزات بولاية سطيف أرزقي كحال الذي توفي في سركاجي في 1939 جراء وضعه قانون حزب الشعب الجزائري في محافظة نانتر (فرنسا) . ومن ذلك التاريخ مكث عدة مرات في سجون الاستعمار بكل من سركاجي والحراش والبرواقية ولامباز وذلك بين 1943 و1945 وقاد حزب الشعب الجزائري جنبا إلى جنب مع لامين دباغين وأحمد مزاما وأحمد بودة وعمار خليل. وقد كلف عبد الله فيلالي العام 1947 بتنظيم فيدرالية فرنسا لحزب الشعب الجزائري-حركة انتصار الحريات الديمقراطية قبل أن ينظم العام 1952 هروب بن بلة من سجن البليدة ويكلف بتحويل محمد خيدر وحسين آيت أحمد مسؤول المنظمة الخاصة بعد وفاة محمد بلوزداد العام 1952 وذلك في سرية بالقاهرة (مصر). وتوفي عبد الله فيلالي الذي شارك في تنظيم مؤتمر هورني ببلجيكا لحركة انتصار الحريات الديمقراطية عقب الأزمة التي قسمت الحزب الوطني في 24 نوفمبر 1957 بباريس (فرنسا) وذلك إثر مواجهات بين جبهة التحرير الوطني والحركة الوطنية الجزائرية. وقد نقلت رفات عبد الله فيلالي الذي دفن بفرنسا إلى قسنطينة من طرف عائلته وذلك بمبادرة من الرئيس الراحل هواري بومدين. وقد قدمت عديد المداخلات خلال هذا اللقاء من طرف كل من منتصر أوبترون صحفي ومؤلف أفلام وثائقية تاريخية خاصة منها (20 أوت 1955 الاشتعال) والدكتور رابح بلعيد أستاذ التاريخ بجامعة باتنة والسيد موسى معريش أستاذ الفلسفة بجامعة خنشلة الذي أكد في مداخلته بأن "دراسة تاريخ الحركة الوطنية في عمومه يعد ضامن لبناء المواطنة ومجتمع مدني اللذان يعدان ضروريان لتعزيز وتقوية دولة القانون". ومن جهته قدم دحمان نجار صحفي وباحث شهادة جنينة مصالي بن كلفات إبنة مصالي الحاج حول مسار عبد الله فيلالي تبرز على الخصوص "مغامرة" المقاومة في الجبال التي نظمت بسرعة بمنطقة القبائل وكذا بجبل عمور عقب مجازر 8 ماي 1945 . وقد توجه المشاركون في هذا اللقاء بعد ذلك إلى مقبرة قسنطينة للترحم على روح المناضل الوطني عبد فيلالي.