أجمع المتدخلون اليوم السبت بالجزائر العاصمة في ندوة فكرية بمناسبة أربعينية المؤرخ المرحوم أبو القاسم سعد الله على مكانة الفقيد العلمية "الراقية" في الجزائر و في العالم العربي "كعالم مؤرخ و كأديب و شاعر و موسوعي". و في كلمته الافتتاحية للندوة التي نظمها حزب جبهة التحرير الوطني أكد الأمين العام للحزب عمار سعداني أن الراحل من "أعلام الجزائر البارزين الذي أفنى حياته في البحث و التنقيب عن تاريخ الجزائر". و أوضح السيد سعداني أن المرحوم سعد الله الذي وافته المنية في 14 ديسمبر 2013 "كان يذود عن تاريخنا المجيد بتأليفه لأكثر من 50 مجلدا حول تاريخ الجزائر" مشيدا بمسيرة الفقيد "التي كانت حافلة بالبحث والتنقيب والتدريس". و بعد أن ذكر بنضال الفقيد و وطنيته "الفذة "التي عبر عنها في كتاباته أبرز المتدخل أن "الراحل سعد الله هو أول جزائري يفتك درجة الدكتوراه من احدى الجامعات الأمريكية". و من جانبه أكد الدكتور العربي الزبيري الذي يعتبر من أوائل طلبة الراحل وصديق دربه أن" الفقيد مات وهو مقتنع أننا ما زلنا مقصرين في كتابة تاريخ الجزائر الذي لم يكتب بعد حسبه"مشيرا في هذا السياق الى أن "من هم بصدد كتابة تاريخنا هو غيرنا" و بعد أن ذكر السيد الزبيري الى أن الراحل كان يقول دائما "اننا صنعنا التاريخ لكننا لن نقم بتسجيله ليبقى للأجيال القادمة " أكد أن الفقيد كان ينوي انشاء مدرسة للترجمة بهدف جمع الوثائق التاريخية المتناثرة في العواصم الغربية و الشرقية و التي تهم تاريخ الجزائر و ترجمتها. بدوره أشار الدكتور أحمد حمدي الى الجوانب الأدبية و الشعرية للفقيد الذي قال عنه أنه "رائد" في الشعر الحر في الجزائر و هو أول من أسس لهذا النوع من الشعر بنشره لأولى قصائده في جريدة البصائر ابتداءا من سنة 1947 . و تلى الدكتور حمدي بالمناسبة على الحاضرين القصيدة الفقيد الأولى في هذا النوع من النظم الشعري و التي تحمل عنوان "طريقي". و حضر أربعينية الفقيد إطارات من حزب جبهة التحرير الوطني و جمع من الأساتذة الجامعيين و من الطلبة. و يذكر أن الدكتور أبو القاسم سعد الله انتقل الى رحمة الله يوم 14 ديسمبر الماضي بالجزائر العاصمة و هو من أكبر المؤرخين الجزائريين و من رجالات الفكر البارزين وأعلام الإصلاح الاجتماعي والديني وهو من مواليد 1930م بضواحي قمار بولاية وادي سوف بالجنوب الشرقي للجزائر. ومن جهة أخرى صرح السيد سعداني على هامش هذه الندوة الفكرية أن "الشعب واثق من أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سيتقدم بترشيحه لعهدة جديدة قريبا". و قال السيد سعداني في تصريح على هامش هذه الندوة الفكرية أن "الرئيس بوتفليقة سيستجيب لمطلب شعبي حيث سيقدم ترشحه لعهدة جديدة" مؤكدا في نفس الوقت على موقفه الثابت الداعم لرئيس الجمهورية بقوله أنه " كان وسيبقى مع الرئيس و سيستمر معه". و في اجابته عن سؤال حول جمع التوقيعات قال سعداني "كلنا سنوقع للرئيس" و أن الرئيس بوتفليقة "لا يحتاج الى ذلك لأن كل الجزائريين في المدن والقرى والمداشر سيوقعون لعهدة جديدة لرئيس الجمهورية".