جريدة "الشروق اليومي"، الثلاثاء، بمقرها، تأبينية على روح الفقيد المؤرخ الجزائري، الدكتور أبو القاسم سعد الله، حضرتها شخصيات أدبية، ثقافية، وفكرية وسياسية. وافتتحت التأبينية بتلاوة لآيات من القرآن الكريم، من طرف الداعية علي عية، وكلمة ترحيبية بالحضور قرأها نيابة عن المدير العام لمؤسسة الشروق، الأستاذ علي ذراع، ذكّر فيها بمناقب وإنجازات الراحل أبو القاسم سعد الله، داعيا إلى وجوب التعريف بشخصية المؤرخ الذي أخذ على عاتقه مهمة التعريف بتاريخ الجزائر ونقله إلى الأجيال الحالية، مضيفا أن مؤسسة الشروق ستستمر في كشف سيرة الفقيد عن طريق من عايشوه ونقل شهاداتهم للدارسين والمثقفين من خلال أعمال سيتم نشرها مستقبلا. من جهته نوه رئيس جمعية العلماء المسلمين، الدكتور عبد الرزاق قسوم، بأخلاق المؤرخ أبو القاسم سعد الله، الذي قال إنه عاش عالما زاهدا لم يكن يبغي منصبا أو مسؤولية، مؤكدا على عدم جعل هذه التأبينية مجلس عزاء وبكاء وإنما تجديد العهد بالوفاء لمبادئ ومثل أبو القاسم سعد الله التي مات من أجلها. وعاد الدكتور محمد بلعيد بالحديث عن ذكريات جمعته بالمؤرخ المرحوم أبو القاسم سعد الله، وإصرار هذا الأخير على البحث والتأليف في تاريخ الجزائر، حيث أصر على مواصلة تعليمه بعد تخرجه من الزيتونة، ورفض الإتحاد الوطني للطلبة الجزائريين إرساله في بعثة إلى المشرق وأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية للدراسة، مشيرا إلى أنه عرضت عليه مناصب عديدة من بينها منصب وزير للإعلام وسفير إلا أنه رفضها جميعا وزهد فيها وآثر التفرغ للبحث والتأليف في الحركة الوطنية وتاريخ الجزائر. وأضاف الدكتور محمد بلعيد أن مجلة البصائر كانت ترفض نشر بعض المقالات للراحل أبو القاسم سعد الله لأنه كان يحمل فكرا ثوريا. وانتقد الدكتور عمار طالبي، تعامل السلطات مع المثقفين والمفكرين في الجزائر، وقال إن الدكتور أبو القاسم سعد الله، مات وحيدا في شقته الضيقة بحي الأسفودال ببن عكنون، وعانى من التهميش على غرار باقي المثقفين والمفكرين في الجزائر. ونوه الأستاذ الهادي الحسني من جهته بخصال المؤرخ الراحل ابو القاسم سعد الله الذي أكد أنه كان عالما متخلقا، كان من بين الذين تلقوا العلم على يديه، وكذا نهل من رصيده العلمي أصول الوطنية وحب الجزائر. وقد حضر التأبينية شخصيات عديدة على غرار الروائي أمين الزاوي، الشيخ علي عية، رئيس حزب عهد 54 فوزي رباعين، لخضر بن سعيد، الدكتور علي بن محمد، الأستاذ محمد الهادي الحسني، الدكتور عمار طالبي، وزير الفلاحة الأسبق نور الدين بحبوح، ورئيس حركة الوطنيين الأحرار، عبد العزيز غرمول، رئيس نقابة الأئمة جلول حجيمي، محمد أرزقي فراد، محمد عباس، عز الدين جرافة.