شدد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف يوم الخميس بمستغانم على ضرورة ضمان المناوبة الليلية عبر مختلف المصالح الاستشفائية للتكفل الجيد بالمرضى. وقال السيد عبد المالك بوضياف لدى زيارته مشروع إعادة تأهيل مستشفى "شي غيفارة" بعاصمة الولاية "إن خدمات القطاع مستمرة وتستوجب الحضور الفعلي والدائم للطبيب المناوب للتدخل السريع للتكفل بالمرضى في أي لحظة". ويأتي تصريح الوزير في أعقاب زيارة مفاجئة قام بها مفتشان من وزارة الصحة ليلة الأربعاء إلى المستشفى المركزي "شي غيفارة" وكشفت عن غياب تام للطبيب المناوب بأحد مصالح المستشفى. وانتقد السيد بوضياف بشدة "الوضعية المزرية" للصيدلية المركزية بنفس المستشفى ملاحظا أنها "لا تستجيب للمواصفات الصحية" داعيا إلى "ضرورة تخصيص فضاء لتخزين الأدوية مع جرد تلك التي تخرج يوميا من الصيدلية". وفي لقاءه مع بعض ممارسي الصحة بذات المؤسسة الاستشفائية أوضح السيد بوضياف "أن الوزارة اتفقت مع كل نقابات القطاع على التكفل بانشغالاتها الاجتماعية والمهنية" داعيا إياها إلى "ترقية الخدمة الصحية والتكفل الجيد بالمرضى على أحسن وجه". ودعا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات المدراء الولائيين والمؤسسات الاستشفائية والأطباء وشبه الطبيين وغيرهم على المستوى الوطني إلى "التعاون جميعا لإعادة الاعتبار للخدمة العمومية للصحة وجعل النظام الصحي الجزائري نظاما نموذجيا يقتدى به". كما دعا الوزير الى "تمديد مهام الطاقم شبه الطبي" خصوصا الممرضين بعد نهاية الخدمة إلى سنتين إضافيتين لتفادي العجز المسجل بهذه المرافق في انتظار دعمها بالعنصر البشري بعد استكمال فترة التكوين بالمعاهد العليا للتكوين شبه الطبي على المستوى الوطني. وخلال زيارته لمشروع انجاز مستشفى 240 سريرا الموجود بمنطقة "الخروبة" بشرق مدينة مستغانم شدد الوزير على ضرورة "إنقاذ المشروع الذي فقد قيمته بفعل تأخره الكبير لمدة تتجاوز 8 سنوات (2006 تاريخ التسجيل) من خلال استكمال كل المرافق التابعة له" محملا الشركات الأجنبية "مسؤولية التأخير في ظل غياب المتابعة". وفي ذات السياق كشف الوزير عن إيفاد لجنة يوم 23 فبراير القادم متكونة من المدير العام للوكالة الوطنية لمتابعة المشاريع الصحية والتجهيز ومديرة الدراسات والتخطيط بالوزارة الوصية وكذا المديرين الولائيين للصحة والسكان والسكن والتجهيزات العمومية من أجل "إعطاء دفع جديد لهذا المرفق الصحي واستكماله وتسليمه في آجاله المحددة". وأضاف أن كل المشاريع المتعلقة بقطاع الصحة "ستمر مستقبلا عبر الوكالة الوطنية لمتابعة المشاريع الصحية والتجهيز التابع للوزارة الوصية للمصادقة عليها قبل مباشرة الأشغال" مشددا من جهة أخرى على ضرورة "اقتناء تجهيزات طبية ذات نوعية عالية تستجيب لمتطلبات الخدمات الصحية". وفي لقائه مع إطارات القطاع بالولاية والجمعيات الناشطة في المجال الصحي قال السيد بوضياف "إن الدولة وفرت الإمكانات المادية والبشرية لإعادة الاعتبار لقطاع الصحة وتقديم خدمة للمواطن في المستوى المطلوب" داعيا في نفس السياق الأطباء والممارسين وشبه الطبيين إلى "تأدية واجبهم لتغيير الوضع إلى الأحسن والأرقى والأجود". كما دعاهم إلى "إبعاد المؤسسة الصحية عن السياسة" مشيرا الى أن الصحة "ليس لها لون ياسي". وخلال هذه الزيارة عاين الوزير عددا من المشاريع التابعة لقطاعه على غرار مستشفيات عشعاشة وماسرى وبوقيراط ومصلحة الولادة المدمجة بالعيادة المتعددة الخدمات بحاسي ماماش ووحدة للمعالجة الكيماوية لمرضى السرطان.