دعا وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، إلى تمديد مهام الطاقم شبه الطبي وعلى رأسهم الممرضين إلى سنتين إضافيتين لتفادي العجز، مشددا على ضرورة جعل نظام الصحة في الجزائر »نظاما نموذجيا يقتدى به«، مؤكدا في سياق آخر أن الوزارة اتفقت مع كل النقابات للتكفل بانشغالاتها الاجتماعية والمهنية، داعيا إياها إلى ترقية الخدمة الصحية والتكفل الجيد بالمرضى على أحسن وجه. كانت زيارة وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى ولاية مستغانم، فرصة للوقوف على المشاكل التي يتخبط فيها القطاع بالوزارة، حيث كشفت الزيارة المفاجئة التي قام بها مفتشان من وزارة الصحة قبيل تنقل بوضياف إلى المستشفى المركزي »شي غيفارة« عن غياب تام للطبيب المناوب بأحد مصالح المستشفى، ليشدد الوزير على ضرورة ضمان المناوبة الليلية عبر مختلف المصالح الأستشفائية للتكفل الجيد بالمرضى، مضيفا أن »خدمات القطاع مستمرة وتستوجب الحضور الفعلي والدائم للطبيب المناوب للتدخل السريع للتكفل بالمرضى في أي لحظة«، كما انتقد بشدة الوضعية المزرية للصيدلية المركزية بنفس المستشفى ملاحظا أنها »لا تستجيب للمواصفات الصحية« داعيا إلى »ضرورة تخصيص فضاء لتخزين الأدوية مع جرد تلك التي تخرج يوميا من الصيدلية«. وخلال زيارته لمشروع انجاز مستشفى 240 سرير الموجود بمنطقة الخروبة بشرق مدينة مستغانم شدد الوزير على ضرورة »إنقاذ المشروع الذي فقد قيمته بفعل تأخره الكبير لمدة تتجاوز 8 سنوات من خلال استكمال كل المرافق التابعة له«، محملا الشركات الأجنبية مسؤولية التأخير في ظل غياب المتابعة. وفي ذات السياق كشف الوزير عن إيفاد لجنة يوم 23 فيفري القادم متكونة من المدير العام للوكالة الوطنية لمتابعة المشاريع الصحية والتجهيز ومديرة الدراسات والتخطيط بالوزارة الوصية وكذا المديرين الولائيين للصحة والسكان والسكن والتجهيزات العمومية من أجل »إعطاء دفع جديد لهذا المرفق الصحي واستكماله وتسليمه في آجاله المحددة«. وأضاف أن كل المشاريع المتعلقة بقطاع الصحة »ستمر مستقبلا عبر الوكالة الوطنية لمتابعة المشاريع الصحية والتجهيز التابع للوزارة الوصية للمصادقة عليها قبل مباشرة الأشغال«، مشددا من جهة أخرى على ضرورة »اقتناء تجهيزات طبية ذات نوعية عالية تستجيب لمتطلبات الخدمات الصحية«. وفي لقائه مع إطارات القطاع بالولاية والجمعيات الناشطة في المجال الصحي قال بوضياف »إن الدولة وفرت الإمكانات المادية والبشرية لإعادة الاعتبار لقطاع الصحة وتقديم خدمة للمواطن في المستوى المطلوب«، داعيا في نفس السياق الأطباء والممارسين وشبه الطبيين إلى »تأدية واجبهم لتغيير الوضع إلى الأحسن والأرقى والأجود«. كما دعاهم إلى »إبعاد المؤسسة الصحية عن السياسة« مشيرا إلى أن الصحة »ليس لها لون سياسي«. وخلال هذه الزيارة عاين الوزير عددا من المشاريع التابعة لقطاعه على غرار مستشفيات عشعاشة وماسرى وبوقيراط ومصلحة الولادة المدمجة بالعيادة المتعددة الخدمات بحاسي ماماش ووحدة للمعالجة الكيماوية لمرضى السرطان. وفي لقائه مع بعض ممارسي الصحة بذات المؤسسة الأستشفائية أوضح بوضياف »أن الوزارة اتفقت مع كل نقابات القطاع على التكفل بانشغالاتها الاجتماعية والمهنية« داعيا إياها إلى »ترقية الخدمة الصحية والتكفل الجيد بالمرضى على أحسن وجه«، فيما دعا المدراء الولائيين والمؤسسات الاستشفائية والأطباء وشبه الطبيين وغيرهم على المستوى الوطني إلى »التعاون جميعا لإعادة الاعتبار للخدمة العمومية للصحة وجعل النظام الصحي الجزائري نظاما نموذجيا يقتدي به«.