دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم الثلاثاء في تصريح بمناسبة اليوم الوطني للشهيد الشعب و مؤسسات الدولة إلى بذل قصارى الجهود للحفاظ على استقرار البلاد لا سيما مع اقتراب الإنتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في17 أفريل. إن الغليان الإجتماعي و السياسي و الإعلامي الذي يسبق هذا الموعد الإنتخابي "الحاسم" في نظر رئيس الجمهورية يتجلى من خلال بعض المظاهر و الكتابات و التصريحات التي يعتبرها البعض منافية لروح المسؤولية و الطمأنينة التي يجب أن تقود في كنف نظام جمهوري مختلف الفاعلين القائمين على الإجراء العادي لإنتخابات حاسمة. و أوضح رئيس الجمهورية أن الظرف الذي يتسم "بالغموض" و "بمحاولات التضليل الإعلامي على المستويين الداخلي و الخارجي يوحي بوجود نزاعات ذات انعكاسات وخيمة بين المؤسسات العليا للبلاد" مما يقتضي منه أن "يفصح بما توجبه اعادة الأمور الى نصابها" . كما تحدث رئيس الدولة عن "الأطروحات الهدامة" و"الأخطار الجديدة الناجمة عن الشحناء والتناحر بين الرؤى المتناقضة والفتنة التي تثيرها المناوءات بين المواقف" و "محاولات لبث البلبلة و زرع الخوف في النفوس". و لا يشكك رئيس الجمهورية "في حق المواطنين في التعبير بحرية حول ماضي و مستقبل البلاد و لكن دون المساس بالثوابت ورموز الوطن ومؤسساته". و أضاف السيد بوتفليقة أنه "لا يحق لأحد مهما كانت مسؤولياته التطاول على المؤسسات الدستورية للبلاد التي لا تضطلع إلا بواجبها في خدمة الأمة ليس إلا". كما ينطبق تحذير رئيس الجمهورية على كل محاولة تهدف إلى المساس "بالاعمدة التي يقوم عليها البناء الجمهوري والمكتسبات" كما "لا يحق لأحد أنى كانت مسؤولياته أن يضع نفسه ونشاطه وتصريحاته فوق أحكام الدستور وقوانين الجمهورية". و دعا الرئيس مجددا المواطنين و القوى المنظمة و المؤسسات إلى التصدي إلى هذه المحاولات بحيث صرح أنه "يتعين علينا جميعا من حيث إننا مواطنون العودة الى الروح الوطنية التي لا تخبو شعلتها للتصدي لكل مساس باستقرار الأمة من حيث أتى". كما دعا الشعب إلى "أن يكون واعيا و على دراية بالمآرب الحقيقية التي تتخفى وراء الآراء والتعليقات التي يعمد عليها باسم حرية التعبير والتي ترمي في حقيقة الأمر الى غايات كلها مكر وخبث هدفها المساس باستقرار منظومة الدفاع والأمن الوطنيين". و طلب السيد بوتفليقة "من جميع المواطنين وخاصة منهم أولئك الذين يتولون مهاما في دواليب الدولة على المستوى المدني او العسكري الوعي بالرهانات والعمل كل من موقعه على دعم الاستقرار والسلم بصفتهما ملكا مشتركا لقاطبة الجزائريين". كما "حثهم على الإرتقاء الى مستوى المسؤوليات الذي يستوجبه الدفاع عن الصالح العام" إذ "الواجب يفرض ذلك في هذه المرحلة التي سيتسنى فيها للجزائريين التعبير عن إرادتهم بكل سيادة". و خلص رئيس الجمهورية إلى القول "أهيب بجميع الأطراف التي لها دور في مسار الانتخاب الرئاسي المقبل وخاصة منها اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات ومصالح الإدارة العمومية المعنية والتشكيلات السياسية والمنظمات الجماهيرية وجمعيات المجتمع المدني ووسائل الاعلام العمومية والخاصة والمترشحين والناخبين ان تسمو الى مستوى ما يوجبه البرهان على الحس بالمسؤولية حتى يتسنى إجراء انتخاب رئاسي يحكم كل مجرياته السلوك الحضاري بكل مظاهره و النضج الديمقراطي".