أوصى المشاركون في المؤتمر الوطني حول طب الأعصاب يوم الخميس بوهران بإنشاء برنامج وطني للتكوين مخصص للتكنولوجيات الجديدة ذات الصلة بالتكفل بالأمراض العصبية. و"يشكل إعداد مخططات وطنية للإعلام و التكوين وسيلة ممتازة لجذب اهتمام الأطباء بفوائد التكنولوجيات الجديدة" حسبما أوضح الدكتور نور الدين بن قمرة رئيس لجنة التنظيم لللقاء. وفي ذات الإطار قدم المشاركون في هذه التظاهرة العديد من العروض سلطت الضوء على التطورات المحققة والتقدم المتوقع بفضل البحوث العلمية والتكنولوجية. وتطرق المتدخلون في هذا السياق إلى التقدم المسجل على صعيد التشخيص وذلك بفضل التجهيزات ذات التكنولوجيا العالية مثل السكانير والتصوير بالرنين المغناطيسي ونموذجه الجديد المسمى "الوظيفي" كونه يسمح بدراسة أفضل للدماغ. وأكد الدكتور بن قمرة على أهمية البحث مشيرا في هذا الصدد إلى الأشغال التي يقوم بها حاليا فريق علمي أمريكي بهدف تفادي أزمة الصرع بدقائق قبل حدوثها. ويمكن -حسب نفس الطبيب الأخصائي- التنبؤ بوقوع الأزمة من خلال نظام إلكتروني مسمى "بيوفيدباك" الذي يجمع و يعالج البيانات الانفعالية التي تؤثر على أداء جسم المريض. ويتعين على المريض فقط حمل سماعة أو جهاز صغير يتلقى رسالة تحذير قبل إرسال الإشارات بدوره لمنع حدوث الأزمة. وقال الدكتور بن قمرة "تخيلوا اليوم أن الهواتف الذكية ستتضمن مثل هذه الوظائف لمختلف الأمراض العصبية وقد يكون هذا من نسج الخيال العلمي مثلما كان ذلك قبل ظهور أول هاتف نقال". وقد شهد هذا المؤتمر حضور العديد من الكفاءات الوطنية الموجودة في الجزائر أو في الخارج إلى جانب نظرائهم الفرنسيين العاملين في مختلف المستشفيات المرجعية. وشكلت "الألزهايمر" و"الباركنسون" والصرع و الاضطرابات النفسية والجلطة الدماغية من بين الأمراض التي تطرق إليها المتدخلون الذين قدموا نتائج مختلف دراساتهم الإكلينيكة. وخصصت أيضا حصة للنانوتكنولوجيا (تقنية الصغائر) من تنشيط الدكتور أوليفييه جوبير المتخصص في علم السموم الذي تطرق إلى التفاعل بين الجسيمات النانوية مع هرمونات الدماغ. كما أقيم بالمناسبة معرضا للتجهيزات والمنتجات العلاجية بمشاركة زهاء عشرين مخبرا صيدلانيا. وكان هذا المؤتمر الثامن من نوعه المنتظم بمبادرة من جمعية أطباء الأعصاب لوهران برئاسة الدكتور بن قمرة فرصة لتكريم بعد الوفاة للدكتور شبور بلعيد الأختصاصي في الأعصاب من المركز الإستشفائي الجامعي لباب الوادي الذي توفي في نوفمبر الماضي.