دعا أعضاء المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب اليوم السبت بالجزائر العاصمة كافة الشعوب العربية لاسيما الطبقات العاملة للمساهمة في استرجاع الأمن و الاستقرار ببلدانهم و "التفطن للأطماع الاستعمارية الأجنبية التي تترقبهم" من خلال ما أسمي ب"الربيع العربي". وأكد هؤلاء الأعضاء بمناسبة افتتاح أشغال الدورة العادية الخامسة للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، على ضرورة تضامن المنظمات العمالية العربية فيما بينها لبناء دول عربية "ديمقراطية قوية بمؤسساتها و تحترم فيها حقوق و حريات الأفراد و الجماعات". وفي مداخلة قصيرة شدد رئيس المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب شعبان عزوز على ان هذه الدورة العادية الخامسة "تنعقد في حقبة زمنية حافلة بالأحداث الأليمة بالنسبة للعديد من الدول العربية التي لا تزال تعاني من ويلات ظاهرة +الربيع العربي+". واعتبر السيد عزوز ان "صناع الربيع العربي يسعون إلى إرجاع الدول العربية إلى عصور الظلومات و ليس إلى بناء مجتمعات عربية ديمقراطية مستقرة كما يدعون". وفي هذا الصدد قال ذات المسؤول أن "الفوضى التي تسود حاليا في ليبيا و مصر و سوريا و اليمن تندرج في إطار مخطط غربي تسانده بعض الدول العربية بهدف وضع خريطة عربية جديدة تخدم مصالحهم و مصالح إسرائيل في المنطقة". ومن جهته، ندد ممثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين الطيب حمارنية ب"انفصال بعض المنظمات العمالية العربية عن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب و انسياقها وراء تحقيق مصالح ذاتية ضيقة". و دعا جميع العمال العرب و منظماتهم النقابية إلى "التضامن من أجل الحفاظ على قوة الاتحاد و الابتعاد عن طريق الظلام و ترك الحكم بين أيدي الأغلبية". وبدوره، اعتبر ممثل المدير العام لمنظمة العمال العربية حمدي أحمد أن انعقاد الدورة العادية الخامسة للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب يدل على "وجود ديناميكية في نشاط المنظمة و احترام لدستورها". كما شدد السيد حمدي أحمد على ضرورة الحفاظ على المكتسبات التي حققتها المنظمة و كذا على الحريات النقابية العمالية في الدول العربية. ومن جهة أخرى، ندد ذات المسؤول بأسلوب العنف المستعمل في إطار ما أسمي ب"الربيع العربي" متأسفا لكون "الثورات" التي قامت في دول بعض عربية "لم تنجح لا في بناء أنظمة سياسية جديدة ناجحة و لا في بناء اقتصاد منتج قائم على الاستثمار". بل -كما قال- أفرزت "تلك الثورات الممولة من طرف دول غربية ذات أهداف استعمارية أنظمة فاشلة ذات عقلية انتقامية و خراب و هروب الاستثمار و تفشي عارم للبطالة". وفي مداخلته دعا الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق كافة مكونات الحركة النقابية العمالية العربية إلى وضع إستراتيجية مشتركة للمساهمة في إخراج العالم العربي من الأزمة التي يعيشها. كما ندد بهذه المناسبة بالعمليات الإرهابية التي تمت بالدول العربية قصد "ضرب استقرارها و إرهاق جيوشها و قدراتها العسكرية". ويشارك في هذه الدورة الخامسة التي تدوم يومين كل من: الجزائر و تونس و البحرين و جيبوتي و السودان و العراق و سوريا و اريتريا و فلسطين و الكويت و لبنان و ليبيا و مصر.