يتواصل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة المحاصر مخلفا أكثر من مائة شهيد ومئات الجرحى من المدنيين العزل وسط إدانة دولية واسعة ودعوات للتدخل من أجل كسر الحصار على غزة ووقف آلة الدمار الإسرائيلية التي تتحضر لإجتياح بري مرتقب. واستشهد صباح اليوم السبت ما لا يقل عن 13 فلسطينيا في اليوم الخامس على التوالي من القصف الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لتبلغ حصيلة عملية "الجرف الصامت" الإسرائيلية مالا يقل عن 121 شهيد فلسطيني وأكثر من 925 آخرين من بينهم أطفال ونساء ومسنون كما دمر نحو 150 منزل بشكل كلي أو جزئي ما أدى إلى نزوح 900 فلسطيني على الأقل. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي نحو 20 غارة جوية على أهداف متفرقة في رفح ودير البلح خلال 10 دقائق كما تم إستهداف منتزه المحطة في حي التفاح شمال القطاع و ذلك بعد القصف الجوى والمدفعي العنيف الذي تعرض له معبر بيت حانون شمال القطاع والصواريخ التي أرسلتها الزوراق الحربية الاسرائيلية على ساحل مدينة غزة. أما مستشفيات غزة التي تعالج المصابين فتعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية والوقود الذي تحتاجه لإجراء العمليات الجراحية حسب تقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا). وأوضح ذات التقرير أن "المستشفيات الحكومية في غزة مازالت تعمل بالرغم من نفاذ 28 بالمائة من الأدوية الضرورية و54 بالمائة من المستهلكات من مخزن غزة المركزي حيث تحتاج غزة إلى 3.2 مليون دولار شهريا لتعويض هذا النقص" مشيرا إلى توافر مخزون السلع لدى برنامج الأغذية العالمي الذي يمكن استخدامه في حالة الطوارئ. ونظرا للوضع الكارثى الذي يعيشه القطاع أعلنت الأوتشا والأونروا في غزة حالة الطوارئ حيث تم وضع الآليات لتنسيق المساعدات العاجلة والتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني ووحدة الدفاع المدني الفلسطيني وبلدية غزة. -- إدانة دولية واسعة للإنتهاكات الإسرائيلية في غزة -- وعلى إثر هذا الوضع المأساوي الذي يعيشه القطاع تعالت الأصوات المنددة بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على المستويين الرسمي والشعبي ففي نواكشط تظاهر آلاف الموريتانيين أمس الجمعة تنديدا بذات العدوان من بينهم قادة الأحزاب والهيئات الموريتانية من مختلف التيارات السياسية والنقابية مطالبين الأممالمتحدة بالتحرك العاجل لحماية السكان العزل في قطاع غزة من بطش الاحتلال الإسرائيلي. كما شهدت العاصمة التونسية مظاهرات ومسيرات مماثلة شارك فيها زهاء ألفي شخصا رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية منددين بالصمت الدولي تجاه ما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان في الاراضي الفلسطينية كما رددوا شعارات معادية للصهيونية وطالبوا بموقف عربي حازم تجاه الاعتداءات الصهيونية. في غضون ذلك فتحت السلطات المصرية اليوم معبر رفح البري بصفة استثنائية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين إضافة إلى إدخال المساعدات من مواد غذائية وأدوية ومساعدات طبية متنوعة مقدمة من عدة دول عربية. من جانبه حث الرئيس الإيراني حسن روحاني في رسالة بعثها الى رؤساء الدول الاسلامية على "استخدام كافة طاقات العالم الاسلامي ودول حركة عدم الانحياز لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة بشكل عاجل وشامل وتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني المظلوم". وبدوره، شدد الرئيس التركي عبد الله غول على ضرورة العودة لبنود وقف إطلاق النار في 2012 مشيرا إلى انه "يجب على جميع الأطراف بذل جهود من أجل استئناف مفاوضات السلام التي ستمنح حقوقا لا غنى عنها للشعب الفلسطيني". أما ماليزيا فدعت منظمتي التعاون الإسلامي والأممالمتحدة إلى الإسراع في إرسال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع مؤكدة ان الاعتداء الصهيوني على غزة لا يعارضه المسلمون فحسب بل الذين يتمسكون بمبادئ الإنسانية مجددة تمسكها بمواصلة النضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني. و من لندن أعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن قلقه إزاء تدهور الوضع الانساني في قطاع غزة جراء العدوان الاسرائيلي المتواصل داعيا كافة الأطراف ل"بذل كل ما في وسعهم لضبط النفس وتجنب سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء". نفس القلق أعرب عنه وزير خارجية النرويج بورج برانداه قائلا أن "مشاهدة معاناة الفلسطينيين المدنيين تعتبر أمرا فظيعا" مؤكدا" عدم وجود أي تناسب بين الهجمات الصاروخية التي تنطلق من غزة على إسرائيل من جانب والهجمات التي تشنها إسرائيل على الأهداف المدنية في قطاع غزة من جانب آخر". -- مساع دبلوماسية عربية لإنهاء العدوان -- وعلى إثر ذلك قررت الجامعة العربية عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب بعد غد الاثنين بمقر الامانة العامة للجامعة في القاهرة وذلك لبحث تدهور الاوضاع في غزة اثر العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع. من جانبها أدانت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي بشدة العدوان الاسرائيلي الهمجي ضد قطاع غزة مجددة موقفها الصارم إزاء القضية الفلسطينية و تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني و دعمها لكفاحه من أجل استرجاع حقوقه الوطنية الشرعية و إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس. ودعت كذلك المجتمع الدولي ومنظمة الأممالمتحدة إلى التدخل العاجل لحمل العدوان الاسرائيلي على وقف عملياته العسكرية على الفور و تعجيل البحث عن حل عادل و شامل للقضية الفلسطينية لتجنيب الشعب الفلسطيني بشائع الحرب و التدمير و ضمان السلم و الأمن و الاستقرار في المنطقة. أما الأممالمتحدة فقد أدانت على لسان الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والصراع المسلح ليلى زروقي إستهداف المدنيين و خاصة الأطفال معربة عن قلقها "الشديد من الاستخدام غير المناسب والمفرط للقوة من جانب إسرائيل". وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد عبر يوم الثلاثاء عن قلقه للتصعيد الخطير للعنف ضد قطاع غزة مشددا على "ضرورة معالجة الوضع الأمني في غزة من جميع الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية والتنموية كجزء من حل شامل".