صرح وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أن اللقاء الذي جمع اليوم الثلاثاء بتبسة الوزير الأول عبد المالك سلال برئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة، مكن من "تحليل شامل و كامل و معمق" لجميع المستجدات على مختلف الأصعدة في مجال الأمن و التنمية و العلاقات الثنائية. وأوضح السيد لعمامرة خلال لقاء صحفي مشترك مع نظيره التونسي مونجي حامدي، أن الاجتماع جرى في جو طبعته "الأخوة و حسن الجوار و التضامن و التعاون". وقال إن "مدينة تبسة التي نتواجد بها اليوم كانت إحدى معاقل الملحمة المجيدة للثورة الجزائرية و أيضا رمزا للتلاحم بين الشعبين مثلما يبرزه التضامن العميق للشعب التونسي مع أشقائه الجزائريين سواء إبان الثورة التحريرية أو خلال الظروف التي مرت بها بلادنا". وأشار الى انه تم خلال الاجتماع الذي جمع بمقر ولاية تبسة السيدين عبد المالك سلال و مهدي جمعة "إيلاء إهتمام للحياة على الشريط الحدودي المشترك و تنشيط برامج و مشاريع التنمية التي تمت المبادرة إليها لفائدة شعبي البلدين". ومن جهته، أفاد وزير الشؤون الخارجية التونسي السيد مونجي حامدي بأن "الإرادة السياسية للبلدين قائمة دوما و ستتواصل من أجل تعزيز التعاون في المجال الأمني" لافتا في ذات السياق إلى أن التحديات الإقليمية و الأمنية "مشتركة بين البلدين". كما أكد السيد مونجي حامدي أن "الهدف من هذه الزيارة هو تعزيز التعاون و التشاور بين البلدين الشقيقين من أجل التحكم في التحديات الأمنية لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة و تهريب الأسلحة". وقال في هذا الصدد أن الاجتماع سمح أيضا بدراسة آفاق التعاون المحكم بين البلدين و الاتفاق على "جملة من التوصيات التي من شأنها أن تعزز التعاون في المجالين الأمني و العسكري" وهو ما يمثل "قفزة نوعية". وعن سؤال حول تفاصيل محتوى هذه الزيارة كشف السيد رمطان لعمامرة أن اجتماعات التعاون بين تونس و الجزائر تضاعفت في الأشهر الأخيرة و تميزت بلقاءات عالية المستوى مشيرا إلى أن التنسيق بين البلدين "دائم و عميق" و "يتجاوز المسائل الحدودية". ويتقاسم البلدان "نظرة مشتركة" في المجال الأمني و في جميع المجالات الأخرى وفقا لما صرح به السيد لعمامرة مضيفا أن "التنسيق و التعاون بين الجزائر و تونس بلغ مستوى إستراتيجي لم يسبق له مثيل". وبدوره، أوضح السيد مونجي حامدي في هذا الصدد قائلا أن بلده "يثمن الموقف التاريخي للجزائر" التي دعمت تونس في مسارها نحو الديمقراطية".