يلتئم إبتداءا من يوم الأربعاء وعلى مدى يومين بواشنطن إجتماع رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب يضم وفودا عن 60 دولة من بينها الجزائر لمناقشة سبل التعامل مع هذه الظاهرة التي ظلت تتنامي في العديد من الدول خاصة تلك التي تعيش حالة من اللاإستقرار السياسي والأمني على غرار ليبيا و سوريا. وسيتم خلال هذا الإجتماع الذي يضم 60 دولة من بينها الجزائر التي يمثلها السيد عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية على رأس وفد هام بحث إنشاء شبكة تعاون لمكافحة التطرف وبناء دوائر خاصة على المستوى المحلي لمحاربة بذور التطرف في المجتمعات "الأكثر هشاشة" خاصة على الصعيد السياسي والأمني حسبما أكده مسؤولون أميركيون. وستكون التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الارهاب و طرق القضاء عليه محل عرض من طرف السيد مساهل خلال الإجتماع كما سيشارك الوفد الجزائري يوم الاربعاء في اجتماع مصغر يضم 28 دولة مخصص لمسألة المقاتلين الاجانب خاصة الأروبيين وسيشرف على افتتاحه كاتب الدولة الامريكي جون كيري و وزير العدل اريك فولدر. وسيتطرق الاجتماع الذي سيعرف مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى ملف المقاتلين الأجانب وخطر عودتهم من ساحات العراقوسوريا إلى الدول الغربية كما سيتطرق المؤتمر الى ملف "الخلايا النائمة" في كل من أوروبا والولاياتالمتحدة مع تخطي رقم المقاتلين الأجانب في سورياوالعراق 15 ألفا -حسب بعض التقارير- وعودة تنظيم القاعدة الارهابي إلى الواجهة بسبب الأحداث التي تشهدها اليمن. ويفترض أن يكون نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن قد باشر أعمال القمة باجتماع في البيت الأبيض مساء الثلاثاء مع قيادات محلية من مدن أميركية وأوروبية وعربية لمناقشة تفعيل تبادل المعلومات حول المتطرفين وجهود "داعش" وتنظيم القاعدة وجماعة "بوكو حرام" المتطرفة النيجيرية وحركة "الشباب" الصومالية في استقطاب متطوعين في مدن غربية. وأوضح مسؤولون أمريكيون أن المبادرات التي ستقدم خلال الإجتماع ستكون محصورة في "كيفية وقف التطرف والتجنيد والحض على العنف" حيث سيتم الإستماع إلى القطاع الخاص ودول العالم والمنظمات غير الحكومية وجميع من يمكنهم المساهمة في تقديم حلول. ويرى محللون أن المؤتمر سيفضى إلى لتأسيس شبكة دولية ضد التطرف العنيف تعزز التنسيق على المستوى المحلي و المعلوماتي بين الدول وتصد جهود تنظيم داعش الإرهابي في تجنيد المقاتلين الأجانب و تمكن من محاربته على مواقع التواصل الاجتماعي. وعلى هامش القمة تعقد وزارة الخارجية الأميركية بالتعاون مع وزارتي العدل والأمن الداخلي الأميركيتين اجتماعا وزاريا يركز على سبل تحسين تبادل المعلومات على المستوى الإقليمي والدولي لمواجهة تهديدات الجماعات المتطرفة. وتواصل الجزائر جهودها في مجال مكافحة الإرهاب و تمويله على المستوى الدولي وذلك بعد نجاحها في إقناع المجتمع الدولي بتبني نظرتها بشأن تجريم دفع الفدية للإرهابيين كما ستحتضن الجزائر في الأشهر المقبلة مؤتمرا رفيع المستوى حول مسألة تمويل الجماعات الإرهابية وهو المؤتمر الذي سيتم خلاله بحث مشروع بروتوكول إضافي للإتفاقية الدولية حول الإرهاب وسيتم تقديمه لاحقا لهيئة الأممالمتحدة. -- تحفظ دولي على التدخل العسكري في ليبيا و تأكيد على ضرورة تغليب الحوار-- ويأتى هذا الإجتماع تزامنا مع الجهود المصرية الساعية إلى إستصدار قرار أممي يمنح تفويضا لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا وذلك عقب نشر تنظيم داعش لشريط مصور يظهر ذبح 21 مصريا في البلاد. غير أن العديد من الدول أبدت تحفظا على التدخل الدولي من بينها الجزائر و الولاياتالمتحدة ودول أوروبية مشددة على ضرورة ايجاد حل سياسي في ليبيا كما دعت الى تشكيل حكومة وطنية أبدت استعدادها لدعمها. فإثر المجزرة "الشنيعة" التي اقترفها التنظيم الإرهابي داعش في حق الرعايا المصريين الأبرياء جددت الجزائر يوم الإثنين على لسان وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة دعوتها لبذل المزيد من الجهود لتشجيع الليبيين على الحوار مذكرة بالموقف الجزائري الثابت الرافض للإرهاب بكل صوره و أشكاله. وفي إطار مساعيها المكثفة للدفع بالأشقاء الليبيين لاعادة الأمن والاستقرار لبلادهم تؤكد الجزائر في أكثر من مناسبة على ضرورة تغليب الحل السياسي للأزمة التي تمر بها ليبيا بعيدا عن أي تدخل عسكري من شأنه أن يزيد الأمور تعقيدا. كما أعربت حكومات بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والولاياتالمتحدة الثلاثاء بيان مشترك صدر من الخارجية البريطانية عن إدانتها الشديدة لما يدور من اعمال عنف داخل ليبيا مشددة على عدم وجود حل عسكري لمشاكل ليبيا. وذكر البيان "ان من شأن هذه الهجمات أن تقوض جهود الليبيين الذين يعملون من أجل تحقيق السلام والاستقرار في البلاد من خلال المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة. ونحن نشاطر تقييم الأممالمتحدة بأن تلك الهجمات شكلت إخلالا كبيرا بالتعهدات التي اعلنها القادة الرئيسيون والتزموا فيها بالامتناع عن الممارسات التي قد تضر بالعملية السياسية". -- جلسة طارئة لمجلس الأمن و إجتماع أمني بالرياض حول سبل مكافحة الإرهاب-- كما سيكون موضوع "الإرهاب في ليبيا" موضوع جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي اليوم نظرا للوضع "المشتعل" في ليبيا وذلك تزامنا مع الجهود المصرية لإستصدار قرار أممي يمنح تفويضا لتشكيل تحالف دولي للتدخل في البلاد. وأبدت مصر مؤخرا رغبتها الشديدة في تشكيل تحالف دولي عبر مجلس الأمن يتيح القيام ب "عمل عسكري" في هذا البلد بعدما تحولت أجزاء منه إلى قواعد لجماعات متشددة بينها تنظيم داعش . وفي المقابل أعلنت حكومة عمر الحاسي الحاكمة في طرابلس والمدعومة من قوات "فجر ليبيا" أنها تطالب بتحرك مجلس الأمن لاتخاذ إجراء ضد الغارات المصرية على درنة و التي جاءت ردا على إعدام هذا التنظيم ل 21 رعية مصرية. ومن جهة أخرى تستضيف العاصمة السعودية الرياض يوم الأربعاء و الخميس اجتماعا لقادة عسكريين ورؤساء أركان لدول التحالف الدولي ضد الإرهاب لبحث تعزيز العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش. وسيضم الاجتماع خصوصا قادة ورؤساء أركان الجيوش المشاركة في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد التنظيم بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي.