انضمت إيران إلى جهود العرقلة التي تقودها كل من موسكو ونظام الأسد، لمنع تشكيل تحالف دولي يكلف بمواجهة التطرف والإرهاب، الذي يمثله تنظيم داعش في كل من العراقوسوريا. ويأتي الموقف الإيراني قبيل مؤتمر دولي تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس، ويبحث تقاسم أدوار الدول المشاركة في الحرب المعلنة على التنظيم. ومن جدة إلى باريس وما بينهما من عواصم قرار تتواصل الجهود لتشكيل تحالف دولي يهدف إلى القضاء على تنظيم داعش الإرهابي. وفي هذا الإطار، وصل إلى باريس وزير الخارجية الأمريكي حون كيري للاشتراك في المؤتمر المزمع عقده غدا الاثنين، والذي دعيت إليه نحو عشرين دولة، ما سيتيح لكل دولة بحسب مصدر دبلوماسي أن تكون أكثر وضوحا حول ما تريد أو ما بوسعها القيام به. وقبل محطته الباريسية وفي إطار مواصلة الجهود لقيام التحالف الدولي وتعزيز قدراته، حط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رحاله في القاهرة واجتمع إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري وبحث معهما مسألة التحالف مشيراً في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري إلى أن مصر تقف في الخطوط الأمامية في القتال ضد الإرهاب. وفي إطار الجهد الدولي الذي بدأ يتشكل لمحاربة إرهاب داعش أعلن رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت أن استراليا سترسل قوات عسكرية وطائرات مقاتلة لمساعدة الائتلاف الدولي في محاربة تنظيم داعش، وفي استجابة لطلب رسمي من الولاياتالمتحدة ستنشر أستراليا قوة مؤلفة من 600 فرد خلال الأيام المقبلة، استعداداً للقيام بعمل عسكري ضد التنظيم الإرهابي. شمخاني وسيادة الدول وبموازاة هذا الحراك الدولي ضد الإرهاب ثمة حراك آخر يحاول عرقلة قيام التحالف الدولي، يتمثل بانضمام إيران إلى موسكو ودمشق في مساعيهما المعاكسة، فقد اتهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الولاياتالمتحدة بالسعي إلى انتهاك سيادة الدول بذريعة مكافحة الإرهاب، وقال إن واشنطن تريد مواصلة سياستها الأحادية في انتهاك سيادة الدول. موسكو أيضا دخلت على خط العرقلة، فقد أكد بيان لوزارة الخارجية الروسية أن شن هجمات جوية على سورياوالعراق من دون تفويض مجلس الأمن سيكون عملا عدوانياً ويشكل انتهاكاً للقانون الدولي. سوريا تلقت موقف حليفيها بارتياح وبابتزاز، فقد اعتبرت مستشارة بشار الأسد السياسية والإعلامية بثينة شعبان أن استراتيجية أوباما لمحاربة داعش مليئة بالثغرات وغير واقعية، لكنها مع هذا أبدت استعداد النظام لأن يكون جزءا من أي تحالف لمحاربة داعش فيما لوح نظام الأسد بإسقاط المقاتلات الأمريكية في حال مهاجمتها مواقع داعش من دون موافقته.