تعرف الطبعة ال18 من الصالون الدولي للسيارات (18-28 مارس بقصر المعارض- الجزائر) تراجعا ملحوظا في إقبال الزوار عليها في ظل الارتفاع المحسوس لأسعار السيارات حسبما لاحظته وأج خلال هذه التظاهرة التي يشارك فيها نحو 30 وكيل بيع السيارات. و تسجل أسعار معظم السيارات المسوقة في الجزائر منذ بداية العام الجاري ارتفاعا تراوح بين 3% إلى 20 % مقارنة ب2014 وقد يصل إلى 50% في بعض نماذج السيارات مقارنة ب2013. و لم تنجح التخفيضات التي أعلنها الوكلاء بمناسبة المعرض في جذب الزبائن بنفس الشكل الذي عرفته الطبعات السابقة للصالون أين سجل تهافت للزوار على اقتناء المركبات الجديدة. وبالرغم من هذه التخفيضات إلا أنها لم تستطع التخفيف من حدة ارتفاع الأسعار في نظر الكثير من الزوار الذين هم في الغالب من متوسطي الدخل. ويعتبر احد الزوار القته واج خلال جولة بالصالون أن "التخفيضات لم تكن محسوسة بالنظر للزيادة الكبيرة في الأسعار" مضيفا أن الخيارات في المعروض باتت "جد ضيقة" أمام الزوار الراغبين في شراء سيارة بمبلغ 2ر1 مليون دج أو أقل عكس السنوات الماضية. و وحدها العلامات الصينية والهندية التي تعرض سيارات بأسعار أقل من 900 ألف دج غير ان بعض الزوار يعتبر هذا النوع من السيارات بعيد عن تطلعاتهم من حيث الجودة. و تفسر الجمعية الوطنية لوكلاء السيارات هذه الزيادة بارتفاع اليورو والدولار مقابل العملة الوطنية خلال السنوات الماضية حيث فضلت في البداية الصمود أمام سلسلة الارتفاعات قبل ان تقرر جعل الأسعار في مستوى سعر الصرف الحقيقي مما أدى إلى زيادة قوية ومفاجئة. غير أن جمعية حماية وإرشاد المستهلك ومحيطه لولاية الجزائر تعتبر ان مستوى ارتفاع العملات غير متناسب مع ذلك المسجل في أسعار السيارات. ويؤكد رئيس الجمعية مصطفى زبدي الذي التقته وأج خلال الصالون أن الكثير من المواطنين تقدموا لجناح الجمعية في الصالون لتقديم شكاوى تتعلق بارتفاع الأسعار معبرين عن "خيبة أملهم" بخصوص تراجع قدرتهم على اقتناء سيارة جديدة. و يتوقع السيد زبدي من جهة أخرى أن يستمر تراجع الإقبال على شراء السيارات الجديدة على المدى المتوسط بالنظر "لتغير سلم أولويات المواطنين" في إشارة إلى توجه فئة كبيرة من الإجراء إلى الاستثمار في اقتناء سكن، مضيفا أن نسب النمو المذهلة التي سجلت ابتداء من العشرية الفارطة لن تتجدد إذ ترتبط أساسا بمخلفات الرواتب وبتدارك التأخر الذي كانت تشهده السوق الوطنية للسيارات. و عموما يسجل تحسن من حيث الخصائص القاعدية للسيارات المعروضة في الصالون لاسيما من حيث تجهيزات الأمان إلا أنه لم يسجل تقديم اطرزة جديدة بالشكل المطلوب في مثل هذا النوع من التظاهرات الدولية فمعظم الوكلاء اكتفوا بعرض نماذج محدثة للسيارات الموجودة في السوق. و في هذا السياق قامت أحد العلامات الفرنسية بتقديم طراز محدث لأحد سياراتها النفعية لأول مرة في العالم. و على المستوى التكنولوجي فإن الصالون شهد فراغا من حيث عرض آخر الإبداعات الحديثة في عالم السيارات لاسيما ما يتعلق بتقنيات الاتصال في الوقت تعرف فيه المعارض الدولية زخما في تقديم نماذج لمركبات متصلة بالشبكة العنكبوتية وتتيح جميع خدماتها بشكل مكيف كنظام الأخطار بالحوادث وبحالة الطرقات. ومن جانب آخر يسجل صالون السيارات ضعفا ملفتا في عرض السيارات الصديقة للبيئة. فبغض النظر عن نماذج السيارات القليلة التي تشتغل بغاز البترول المميع فإن السيارات الهجينة والكهربائية والهيدروجينية وتلك التي تعمل بالوقود الحيوي كانت غائبة. و فضلا عن غياب علامات السيارات غير الممثلة في الجزائر فإن الصالون الدولي للسيارات الذي يختتم غدا السبت يشهد تواجدا محتشما لشركات التجهيز والعجلات وقطع الغيار. وحول شكاوي الزوار فقد سجلت جمعية حماية وإرشاد المستهلك ومحيطه لولاية الجزائر إلى غاية منتصف فترة الصالون حوالي مائة شكوى يتعلق معظمها بالأسعار وآجال التسليم وبنود عقد الضمان وممارسات بعض الوكلاء الذين يطلبون عربونا يتجاوز 10% من سعر السيارة خلافا لما هو منصوص عليه في المرسوم الأخير المنظم لنشاط الوكلاء. و مع ذلك فإن عدد الشكاوي يعرف تراجعا لافتا مقارنة بالطبعة السابقة وفق السيد زبدي ما يشير إلى تحسن في أداء الوكلاء لاسيما ما يتعلق بعلاقتهم بالزبائن حسب نفس المتحدث.