تباينت الآراء حول الصالون الدولي للسيارات في طبعته ال17 المنعقد بقصر المعارض، فبين الفضولي والراغب في اقتناء سيارة ترضي الطموح والشغف، بقى التوجس وانتظار ما ستسفر عليه المرحلة المقبلة التي تلي رئاسيات أفريل الداخل، ورغبة المواطن الجزائري، لاسيما العاصمي، في الحصول على سكن ألقى بظلاله على فعاليات التظاهرة التي اعتادت استقطاب أعدادا هائلة من الجمهور بشهادة ممثلي العلامات المشاركة. ويعد هذا الرأي العام المسيطر على فعاليات التظاهرة الذي رصدته «الشعب» في جولتها الاستطلاعية، بالرغم من العروض والتخفيضات التي عمد إليها وكلاء السيارات المشاركة، لاسيما الأوروبية منها لاستقطاب الزوار وإرضاء رغباتهم بما يتوافق وقدراتهم الشرائية، حيث خيّم العمل بالأولويات على تراجع الطلب على السيارات، كون أن الصالون نظم في مرحلة خاصة قوضت من تهافت الجزائريين، لاسيما الشباب منهم على شراء السيارات. في هذا الإطار، قال يوسف عون بريد، أنه بالرغم من رغبته الشديدة في اقتناء سيارة من نوع «إيبيزا» إلا أن توفير سقف يأويه هو وعائلته أهم من هذه الرغبة، بالنظر لسنوات الانتظار التي طالت، آملا في أن يتم تحقيق هذا المبتغى الذي أصبح بمثابة حلم يقظة، خاصة وأنه من ضمن مكتتبي 2002، وعندها سيأتي التفكير في السيارة التي رغم أهميتها في وقتنا الحالي، إلا أنها تبقى كمالية في حال ما وضعت في ميزان السكن. نفس الانطباع سجله الزوجان محمد وصفية، حيث أكدا أن الفضول أتى بهما لأنهما ينتظران الرد على ملف السكن في إطار برنامج عدل 2، ومن ثم السكن أولى حسبهم من السيارة التي تأتي فيما بعد، لكن هذا لم يمنعهما من التجول بمختلف أجنحة وكلاء السيارات المعروضة بهدف أخذ نظرة عن آخر التصاميم والأنواع والخيارات والتخفيضات المتاحة والجديد المستحدث، ما سيسمح لهم مستقبلا باقتناء السيارة التي يريدونها ووفقا للسعر الذي يوافق إمكانياتهم وقدرتهم الشرائية. وفي المقابل، أعرب أحمد ، تاجر وموزع للسلع أنه مهتم بشراء السيارات الكبيرة، وكذا النفعية منها، ولكنه متريث ومترقب لما ستسفر عليه المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أنه يفضل أن يؤجل الاختيار لما بعد الاستحقاق الانتخابي لأن نشاطه التجاري الاستثماري مرهون باستقرار المناخ السياسي. وكلاء يجرون تخفيضات بالجملة عكف بعض وكلاء السيارات المشاركين في الصالون الدولي للسيارات إلى إجراء تخفيضات لبعض الأنواع من السيارات بغية استقطاب الجمهور وتشجيع الراغبين على اقتنائها مع التعريف بمختلف المميزات التقنية والتكنولوجية للسيارات المعروضة للبيع. و في هذا الإطار، عرض الوكيل الياباني «ميتسوبيشي» جديده والمتمثل في سيارة من نوع «ميراج» بمختلف الألوان والتي وضعوا لها سعرا مغريا قارب 1 مليون دج، مع العلم أن التخفيضات بالنسبة للأنواع الأخرى وصلت إلى 200 ألف دج، وبدوره الوكيل الكوري هيونداي الذي عرض جديده «إي 20 دوبل في.أغ.سي رياضية «و « إي 20»، ونفس الأمر بالنسبة ل «كيا موتورز» التي وصلت التخفيضات لديها إلى 100 ألف دج، مقدمة عرض محدود لعرضها الجديد «»برازيليا». و بدوره الوكيل الايطالي «فيات» وصل التخفيض بالنسبة لسيارة « فيات بونتو» 258 ألف دج، في حين قدم الوكيل الاسباني «سيات»' تخفيضات ب 100 ألف دج على غرار «ليون»، أما «إيبيزا» ذات التركيب الألماني فوصل التخفيض فيها إلى 50 ألف دج، في حين سجل الوكيل الأمريكي تخفيضات إلى 340 ألف دج خاصة في سيارة «سونيك» التي لقيت إقبالا كبيرا هي و»آفيو»، ونفس الأمر بالنسبة للوكيل الصيني «بيد» حيث وصلت التخفيضات بالنسبة للسيارات «أف.أو «و «أف.3» إلى 100 ألف دج. و في المقابل، وكالعادة، يسجل الوكيل الفرنسي في كل مرة مشاركة قوية على غرار كل الطبعات، حيث سجلت سيارة «208» إقبالا كبيرا من الجمهور، لاسيما القادم من خارج الولايات وتحديدا السطايفية المولعين بهذه السيارة لدرجة أن العدد المخزن من هذا النوع من السيارات انتهى وأصبح لا يلبي الطلبات التي فاقت العرض، حسب ما أكده القسم التجاري ل «بيجو»، ويجري حاليا التفكير في استيراد كميات أخرى لتلبية الطلب، إلى جانب التخفيضات التي تراوحت ما بين 60 ألف بالنسبة ل «508» إلى 350 ألف دج بالنسبة للسيارات الكبرى ك «البوكسر». سيارات للعرض ترضي شغف الشباب
لجأ بعض وكلاء السيارات المشاركة في الصالون الدولي للسيارات، إلى تقديم آخر السيارات التي تتوفر على تكنولوجيات وقوة عالية بالإضافة إلى السرعة الفائقة، ذات اللون الداكن والتي يغلب عليها الطابع الرياضي بالنظر لقوة المحرك الذي تتميز به على غرار «بيجو» التي قدمت لجمهورها سيارة «أونيكس» للعرض والسماح لهم بأخذ صور تذكارية بقربها بالنظر للونها الرمادي المعدني الداكن والمموج باللون الأخضر الفاتح والبني المذهب في إطلالة سحرت الجمهور، حتى أن بعضهم وصفها بالسيارة «الشبح» «أو بسيارة «باتمان». و نفس الأمر بالنسبة للوكيل الفرنسي «سيتروان» الذي عرض «سي-إليسي دوبل في تي سيسي»، وهي سيارة بيضاء رياضية بامتياز، بالنظر لمحركها القوي ما جعلها تشبه سيارات الرالي، وهي الأخرى استحوذت على اهتمام وانتباه الشباب المهوس بالتكنولوجيات الحديثة والتصاميم الجديدة. جمعية حماية المستهلك تحسس المقبلين على شراء سيارات بحقوقهم سجلت جمعية حماية وإرشاد المستهلك، ومحيطه لولاية الجزائر، مشاركتها الثالثة في الصالون الدولي للسيارات من خلال جناح خاص عرف هو الآخر إقبالا من الجمهور ما يؤكد وعي المستهلك الجزائري في الآونة الأخيرة بحقوقه، حيث تقوم الجمعية على طول فترة الصالون بتوزيع مطويات لتعريف المواطن بحقوقه ،كما اغتنمت الفرصة لتوزيع مطويات خاصة تتماشى وطبيعة المناسبة تتضمن نصائح وإرشادات لكل مقبل على شراء سيارة جديدة. في هذا الإطار، أكد رئيس الجمعية مصطفى زبدي في تصريح ل «الشعب»أن المستهلك الجزائري أصبح أمام مسؤولية أكثر من ذي قبل، ومهتم بالبحث عن حقوقه، ما يؤكد أن تواجد الجمعية هو أكثر من ضروري بالنظر للشكاوى المتعددة المسجلة على طول السنة بما فيها المتعلقة بالسيارات سواء عند الاقتناء أو خدمات ما بعد البيع، ومن ثم يكون تدخل الجمعية لحماية المستهلك وإعطائه جميع المعارف للدفاع عن حقوقه لاسيما من الجانب القانوني. وأشار زبدي في هذا السياق، إلى أن الشكاوى المقدمة سيتم دراستها وعرضها على الوكلاء للوصول إلى حلول ترضي الطرفين، مؤكدا تسجيل تجاوب من بعض الوكلاء مع مرور الوقت بعد أن أقاموا عليهم الحجة، خاصة وأن الجمعية لا تتدخل إلا لحماية المستهلك. وحول مدى مطابقة السيارات الموجودة بالجزائر لمعايير الأمن والسلامة، أكّد ذات المتحدث، أن غالبية السيارات التي تدخل بلادنا عبارة عن «خردة» ولا تتوفر على معايير السلامة، مشيرا إلى وجود سيارات لا تسير حتى في بلد المنشأ، ومن ثم لا بد من إعادة النظر في مواصفات السلامة، وعدم السماح بتسويق بعض الأنواع من السيارات. من جهة أخرى، سجلت الجمعية انضمام عنصر الشباب إليها، ومن ذلك الشابة ربوج نسيمة التي أكدت أنها مقتنعة بالجمعية وبأهدافها والدور الذي تقوم به من تنوير المستهلك الجزائري بحقوقه وتوعيته حتى لا يقع ضحية بعض الذهنيات.