دخلت عملية "عاصفة الحزم" التي يشنها التحالف الإقليمي العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ضد مواقع الحوثيين في اليمن اليوم الاثنين يومها الخامس في محاولة لاستعادة الاستقرار إلى البلاد وسط إجماع عربي على ضرورة الحفاظ على الوحدة الترابية لليمن واحترام سيادتها الكاملة. فقد شن الطيران الحربي للتحالف اليوم غارات جديدة على مواقع المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح بالعاصمة صنعاء استهدفت معسكر الصباحة ومخازن للأسلحة وسمع دوي انفجارات هائلة في عدد من المواقع العسكرية المحيطة بالمدينة. واستهدف طيران "عاصفة الحزم" حتى الآن أهم معاقل جماعة الحوثي بالعاصمة وكذا أهم المراكز العسكرية الموالية للرئيس السابق وأكثرها تسليحا ودمر العديد منها. وكان التحالف قد أعلن أمس الأحد عن "السيطرة الجوية الشاملة" على الأراضي اليمنية مؤكدا استمرار عملياته الجوية إلى غاية تطهير البلاد كلية واستعادة الشرعية التامة لها. وحسب المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري فإن الحملة الجوية قد "حققت حتى الآن الجزء الأول من أهدافها المحددة سلفا وستستمر". وبدأت العملية العسكرية المسماة "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية ليلة الأربعاء إلى الخميس إستجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بتقديم "المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية" حسب بيان خليجي. إجماع عربي على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادتها أجمع القادة العرب في ختام القمة العربية أمس بشرم الشيخ (مصر) على أهمية وضرورة الالتزام الكامل بالحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية وكذا الوقوف إلى جانب الشعب اليمني فيما يتطلع إليه من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية وتمكينه من تحقيق التنمية الشاملة التي يسعى إليها. وأعربوا عن أملهم في أن تؤدى هذه الاجراءات العسكرية "الاضطرارية" التي تم اتخاذها إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن بقيادة شرعيتها الدستورية والتصدى لكل محاولات جماعة الحوثي وبدعم من أطراف خارجية رامية إلى تهديد أمن اليمن والمنطقة والأمن القومي العربي وتهديد السلم والأمن الدوليين وذلك عبر مصادرة الإرادة اليمنية وإثارة الفتن فيه وتفكيك نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية. وطالب القادة العرب جماعة الحوثيين بالانسحاب الفوري من العاصمة صنعاء والمدن الأخرى والمؤسسات والمصالح الحكومية وإعادة تطبيع الوضع الأمني في العاصمة والمحافظات الأخرى وإعادة الأسلحة إلى السلطات الشرعية الدستورية. وبالمقابل، شدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف بن راشد الزياني على ضرورة دخول ميليشيات الحوثي في حوار لحل الأزمة وتسليم المعدات والأسلحة الموجودة لديهم والخروج من المؤسسات الحكومية وتوفير البيئة الآمنة حتى تستطيع الشرعية أن تقوم بممارسة مهامها الدستورية. هادي يقيل محافظي لحج وأبين ويؤكد عودته إلى البلاد فور تهيئة مقر إقامته أقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي محافظي لحج وأبين بجنوب البلاد وعين محافظين جديدين بدلهما بالتزامن مع حالة اللاإستقرار التي تعاني منها البلاد. فقد أصدر هادي قرارا جمهوريا أمس أقال بموجبه محافظ لحج وكلف أحمد مهدي فضيل قائما بأعمال المحافظة كما أقال محافظ أبين وكلف الخضر السعيدي قائما بأعمال المحافظة. وبالمقابل أعلن مدير مكتب الرئيس اليمني محمد علي مارم أن هادي الذي شارك في القمة العربية في منتجع شرم الشيخ بمصر سيعود لليمن خلال أيام قليلة بعد تهيئة الموقع الذي يقيم فيه في عدن والذي تم تخريبه. وقال نحن نعمل على تهيئة وإصلاح الموقع من جديد وحينما ننتهي سنتواصل مع الرئيس للعودة وأن ذلك سيكون خلال يومين أو ثلاثة أيام. وكان الرئيس هادي قد غادر اليمن الخميس الماضي ووصل إلى العاصمة السعودية الرياض قبل أن يتوجه إلى منتجع شرم الشيخ (مصر) لحضور القمة العربية. وتزامن خروج هادي من اليمن مع انطلاق العملية العسكرية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد مواقع "جماعة أنصار الله" (الحوثيين) التي تسعى لإسقاط هادي.