وسعت طائرات "التحالف العربي" في اليوم الثالث من عملية "عاصفة الحزم"، نطاق عمليات قصفها ضد معاقل مقاتلي حركة أنصار الله الحوثية من العاصمة صنعاء الى عدن ثاني أكبر مدن البلاد. وقضى سكان العاصمة صنعاء ليلة بيضاء ثالثة بسبب تجدد عمليات القصف الليلي الذي استهدف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين وبصفة خاصة منصات الدفاعات الجوية، ومخازن الأسلحة والذخيرة التي استولوا عليها منذ سبتمبر الماضي، تاريخ سيطرتهم على العاصمة اليمنية. ويبدو أن الخناق بدأ يشتد من حول الحوثيين بعد أن شجعت عملية "عاصفة الحزم" مقاتلي مختلف القبائل السنّية على التصدي للمقاتلين الشيعة الذين استولوا على عدة محافظات. وأكدت تقارير عسكرية أن المعارك التي اندلعت بمدينة عدن خلّفت مقتل 54 شخصا وإصابة حوالي 200 آخرين بين مقاتلي ما أصبح يعرف بلجان الدفاع الشعبي، والمقاتلين الحوثيين في وقت سمع فيه دوي عدة انفجارات جراء عملية القصف الصاروخي التي نفذتها طائرات التحالف العربي لوقف تقدم الحوثيين إلى جنوب البلاد. وقال شهود أن الوضع بهذه المدينة الاستراتيجية كارثي بعد أن فرض أفراد لجان المقاومة الشعبية المناهضين للحوثيين منطقهم على الجميع وأقاموا نقاط تفتيش ومتاريس على محاور الطرقات الرئيسية، مانعين كل حركة سير فيها. وكان أعنف قصف ذلك الذي استهدف مخزنا للأسلحة تابعا للجيش اليمني الذي تعرض لعمليات نهب من طرف مجهولين استولوا على الأسلحة الخفيفة التي كان يحويها. وقال الخضر الاسور مسؤول دائرة الصحة بهذه المدينة أنه تم استخراج جثث متفحمة لتسعة أشخاص من داخل هذا المخزن، مؤكدا أن العملية مازالت متواصلة بما يرشح حصيلة القتلى للارتفاع. وقال سكان في محيط المكان المستهدف أن القصف خلّف سقوط قتلى ومصابين دون أن يتمكنوا من تحديد حصيلته، في نفس الوقت الذي أكدوا فيه أن منازلهم تعرضت لأضرار كبيرة بسبب قوة الانفجارات. كما قصفت طائرات مشاركة في عملية "عاصفة الحزم" أمس، قافلة عسكرية تابعة لجماعة الحوثي كانت في طريقها إلى مدينة عدن مكونة من عربات مصفّحة ودبابات وشاحنات عسكرية أثناء مرورها على الطريق الساحلي بمحافظة أبين على بحر العرب مما أسفر عن تدميرها بالكامل. وأكدت مصادر يمنية أن المسلحين الحوثيين الذين تقدموا يوم أمس، في محافظتي أبين وشبوة لجأوا إلى مناطق جبلية للاحتماء من قصف طائرات "التحالف العربي". وتحولت مدينة عدن الى ساحة حرب حقيقية طغت عليها الفوضى العارمة إلى درجة جعلت السلطات السعودية تسارع إلى إجلاء دبلوماسييها وآخرين من عدة جنسيات خوفا على حياتهم، ونقلتهم بحرا إلى مدينة جدة على البحر الأحمر. وقال الرئيس اليمني، في أول رد فعل على العمليات العسكرية الدائرة رحاها في بلاده أنها ستتواصل إلى غاية استسلام الحوثيين، معتبرا تدخل طائرات حربية تابعة لعدة بلدان عربية بأنه امتحان عملي قبل تشكيل قوة تدخل عربي مشتركة. ودعا الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلى مواصلة عمليات القصف الى غاية استسلام من اسماهم ب "العصابة" في إشارة إلى الحوثيين والانسحاب من كل المحافظات التي احتلوها. وجاءت تصريحات الرئيس هادي، بعد تصريحات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي أكد أن عمليات القصف في إطار عملية "عاصفة الحزم" ستتواصل الى غاية استعادة الأمن الى اليمن. يذكر أن قمّة ثلاثية ضمت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قبل الانطلاق الرسمي لأشغال القمة العربية العادية بمنتجع شرم الشيخ طغت عليها آخر تطورات الأوضاع في اليمن على ضوء عملية "عاصفة الحزم".