وضعت الجامعة العربية شرطا يبدو صعب التحقيق لإنهاء تدخل بعض دولها في اليمن بحتمية استسلام حركة أنصار الله الحوثية وتسليم أسلحتها وانسحاب مقاتليها من المحافظات التي سيطرت عليها منذ زحفها العسكري على مناطق جنوب البلاد شهر سبتمبر من العام الماضي. وهو الشرط الذي كشف عنه نبيل العربي، الأمين العام للهيئة العربية قبل انطلاق اليوم الثاني من أشغال القمة العربية السادسة والعشرين بمنتجع شرم الشيخ بمصر. وقال العربي إن عملية "عاصفة الحزم" ستتواصل إلى غاية انسحاب الحوثيين من المحافظات التي احتلوها وتسليم أسلحتهم. وهو الموقف الذي أيده رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني في تصريح على هامش القمة العربية الذي استبعد كل مفاوضات ولا حوار مع الحوثيين ما لم يستسلموا وما لم تستعيد السلطات اليمنية سلطاتها على كامل المناطق اليمنية. والمؤكد أن حركة أنصار الله الحوثية لن تستسلم بهذه السهولة إذا أخذنا بمعطيات الواقع الميداني الذي فرضته منذ بلوغها العاصمة صنعاء و بعض المحافظاتالجنوبية ومكنها ذلك من فرض منطقها العسكري على السلطات الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي المتواجد حاليا في العربية السعودية. وهو المعطى الذي يرشح الوضع لأن يعرف انزلاقا عسكريا بالنظر إلى انقطاع شعرة الثقة التي طبعت علاقة صنعاء بالحوثيين قبل أن تنقطع بشكل عنيف مع كل التبعات التي يعرفها اليمن منذ بداية السنة الجارية. ويرشح مثل هذا الواقع عملية التدخل العربي لأن تواجه متاعب قادمة الأمر الذي جعل ربما العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز يؤكد أن "عاصفة الحزم" التي تقودها بلاده ستتواصل إلى غاية الخريف القادم وهي مدة أعطت الاعتقاد أن السعوديين يدركون جيدا صعوبة المهمة التي قرروا الإشراف عليها بمشاركة تسع دول عربية قررت الانخراط فيها. وتواصل الانزلاق العسكري في اليمن بنفس الحدة منذ بدء عملية التدخل العربي نهاية الأسبوع الماضي بتواصل العمليات العسكرية وعمليات القصف الجوي في نفس الوقت الذي تواصلت فيه معارك ضارية بين الحوثيين ومقاتلي اللجان الشعبية التي تشكلت لصد تقدمهم إلى محافظاتجنوب البلاد.وعرف نهار أمس اندلاع أعنف المعارك من أجل السيطرة على منطقة العسيلان النفطية بمحافظة شبوة مما أدى إلى مقتل 38 شخصا. وذكرت مصادر قبلية أن المواجهات اندلعت عندما هاجم مقاتلون قبليون موقعا للحوثيين في هذه المنطقة البترولية. كما أكدت مصادر في مطار العاصمة اليمنية أن قصفا جويا نفذته طائرات التحالف العربي خلف مقتل 15 جنديا حوثيا في عملية استهدفت مدرج مطار العاصمة اليمنية. وكانت مصادر عسكرية يمنية أكدت أمس أن معارك ليلية خلفت مقتل 20 شخصا بمدينة عدن، عاصمة جنوب البلاد بين لجان الدفاع الشعبي ومقاتلي أنصار الله بقيادة عبد المالك الحوثي الذين قصفوا مطار المدينة بالمدفعية مما أدى إلى إضرام النار في برج المراقبة والقاعة الشرفية للمطار. وأكدت مصادر عسكرية أن الحوثيين تمكنوا بعد معارك متقطعة من استعادة سيطرتهم على موقع استراتيجي في المطار كانوا فقدوه أول أمس وخلف مقتل تسعة من مقاتليهم، بينما تم إلقاء القبض على 11 حوثيا في معارك دارت رحاها بين اللجان الشعبية والمقاتلين الشيعة ليلة السبت إلى الأحد على الطريق المؤدي إلى مطار عدن.وارتفعت حصيلة المواجهات وعمليات القصف الجوي التي نفذت في إطار عملية "عاصفة الحزم" إلى حوالي 150 قتيلا ومئات المصابين ودمار لا يوصف جراء عمليات القنبلة الجوية التي تنفذها القوات العربية المشتركة.ورغم تجند مقاتلي اللجان الشعبية ومختلف القبائل السنية ضد الحوثيين، إلا أن هؤلاء واصلوا زحفهم باتجاه محافظتي الضالع وأبين. وحسب مصادر يمنية، فإن تمردا عسكريا عرفته الفرقة 115 التابعة لوحدات الحرس الجمهوري المتواجدة بمدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين والتي بقيت على ولائها للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بعد أن رفض بعض أفرادها الزحف باتجاه مدينة عدن لمساندة الحوثيين.