دعا الإتحاد الإفريقي تنسيقية حركات الأزواد في مالي إلى التوقيع "دون مزيد من التأخر" على إتفاق السلام والمصالحة الذي وقع بالجزائر في الفاتح مارس الجاري مؤكدا أن توقيع و تنفيذ هذا الإتفاق سيضمن تسوية مستدامة للأزمة في شمال مالي. ودعت رئيسة مفوضية الإتحاد الإفريقي إنكوسازانا دلاميني زوما في تقرير لها عقب أشغال الإجتماع ال 496 لمجلس السلم والأمن الإفريقي الذي عقد مؤخرا في أديس أبابا تنسيقية حركات الأزواد إلى "التصرف بناء على المصلحة العليا للأطياف التي تمثلها ومصلحة دولة مالي وذلك بالتوقيع دون مزيد من التأخر على إتفاق الجزائر". وأكدت المسؤولة الإفريقية أن "التوقيع على إتفاق الجزائر و تطبيقه بشكل سريع و فعلي سيسمح بتسوية مستدامة للأزمة التي شهدها الشمال المالي"كما سيؤدى إلى تحقيق الإستقرار في هذه المنطقة و تسريع وتيرة التنمية الإجتماعية و الإقتصادية وكذا سيسهل من مكافحة آفة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود في مالي و منطقة الساحل بشكل أكثر صرامة. وإعتبرت زوما ان إتفاق الجزائر بشأن الأزمة في شمال مالي يشكل "تقدما معتبرا" في طريق تحقيق السلم المستدام و الإستقرار و المصالحة الوطنية في مالي و"إتفاقا متزنا يأحذ بعين الإعتبار الإنشغالات الشرعية لكل الأطراف المالية في ظل إحترام التام للوحدة الترابية و سيادة دولة مالي". كما أعربت عن أملها في أن "يعزز المجتمع الدولي جهوده من أجل دفع تنسيقية حركات الأزواد إلى الإنضمام بشكل سريع إلى إتفاق الجزائر وأن يكون جاهزا لإتخاذ الإجراءات التي يتطلبها الوضع". وبعد أن أكدت على أهمية تحقيق السلم و الأمن في منطقة الساحل الإفريقي دعت زوما الطبقة السياسية و المجتمع المدني في مالي إضفاء مساهماتهم من أجل تحقيق أهداف إتفاق الجزائر. وتم في الفاتح مارس الجاري التوقيع على إتفاق السلم والمصالحة في مالي الذي وقع عليه بالاحرف الاولى بعد عدة أشهر من المفاوضات الحثيثة تحت إشراف الوساطة الدولية التي تترأسها الجزائر. وقد وقع على الوثيقة إلى جانب ممثل الحكومة المالية ممثلو الجماعات السياسية-العسكرية لشمال مالي المشاركة في أرضية الجزائر وهي الحركة العربية للأزواد (المنشقة) والتنسيقية من أجل شعب الأزواد وتنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة وفريق الوساطة الذي تقوده الجزائر فيما أرجأت تنسيقية حركات الأزواد توقيع على الإتفاق. وتضم تنسيقية حركات الزواد كلا من الحركة الوطنية لتحرير الازواد و المجلس الأعلى لوحدة الأزواد و الحركة العربية للأزواد. ويجسد الإتفاق "الالتزام الثابت بوضع حد للأزمة في مالي من خلال الحوار و تكريس المصالحة الوطنية في ظل الاحترام التام للسلامة الترابية والوحدة الوطنية و الطابع العلماني و الجمهوري لدولة مالي".