تقوم بعثة الوساطة الدولية للحوار في شمال مالي بزيارة، أمس، إلى مدينة كيدال (شمال) بدعوة من «تنسيقية حركات الأزواد» المجتمعة حاليا، من أجل اتخاذ قرار بشأن اتفاق السلم والمصالحة الموقع في الجزائر بالأحرف الأولى من قبل الحكومة المالية والحركات السياسية والعسكرية في شمال مالي يوم الفاتح من مارس الجاري. ونقل موقع (مالي أكتو) عن بيار بويويا، الممثل الأعلى ورئيس بعثة الاتحاد الافريقي لمالي والساحل قوله، في تصريح، «نتوجه إلى كيدال بموجب دعوة كتابية تلقيناها من تنسيقية حركات الأزواد لمساعدتهم على الحديث مع مواطنيهم وشرح أهمية الاتفاق» بالنسبة لسكان شمال مالي، مضيفا «إنها مهمة لإعطاء الدعم لقادة التنسيقية في العمل الذي يقومون به». وذكر موقع (مالي أكتو) أنه بموجب دعوة تلقتها بعثة الوساطة الدولية في شمال مالي يوم 11 مارس الجاري وتحمل توقيع بلال آغ آشريف أمين عام الحركة الوطنية لتحرير الأزواد وعضو (تنسيقية حركات الأزواد)، توجه مسؤولو البعثة، أمس، إلى كيدال. ويأتي تنقل بعثة الوساطة الدولية في الحوار الشامل بين فرقاء الأزمة في شمال مالي، برعاية الجزائر، عقب أربعة أيام من المشاورات تمت بدعوة من تنسيقية حركات الأزواد والتي لم يتمكن خلالها المجتمعون من تحقيق إجماع بخصوص اتفاق السلام والمصالحة الموقع بالجزائر. وكانت الحكومة المالية والحركات السياسية والعسكرية في شمال مالي وقعت بالأحرف الأولى على اتفاق السلم والمصالحة، إلا أن تنسيقية حركات الأزواد طلبت «مهلة معقولة» تترواح بين أسبوع إلى عشرة أيام قصد «التشاور مع القاعدة»، في إشارة إلى شعب الأزواد قبل التوقيع على الاتفاق ودعت قادتها العسكريين والسياسيين إلى اتخاذ قرار في هذا الشأن. وتحت ضغط المجتمع الدولي الذي حثها على التوقيع على اتفاق السلم والمصالحة شكلت التنسيقية لجان عمل من أجل تعميق النقاش قصد التوصل إلى اتفاق. وكان المتمردون في شمال مالي يطرحون في كل جولات الحوار مطالبهم، بالرغم من أنه تم الحسم فيها عبر مختلف التوصيات التي تبناها مجلس الأمن الدولي تحت رقم (2100 و2164) والاتفاق التمهيدي للسلام المتوصل إليه بواغادوغو في جوان عام 2013 و(خارطة الطريق) حول المفاوضات بين الفرقاء الماليين في الجزائر في جويلية 2014. وتدعو كل النصوص المذكورة إلى الاعتراف بالوحدة الترابية لمالي والوحدة الوطنية والطابع العلماني والجمهوري لدولة مالي. ويعتبر المراقبون أنه بعد تنقل بعثة الوساطة الدولية إلى كيدال، فإن التوقيع بالأحرف الأولى على وثيقة السلم والمصالحة من قبل حركات الأزواد، «سيكون مسألة وقت فقط». وبحسب تسريبات لموقع (مالي أكتو)، فإن الموقف النهائي للأزواد سيعلن رسميا عبر بيان سيصدره الأزواد في ختام اجتماعهم الذي لايزال متواصلا. وقال الموقع إن الازواد سيؤكدون عبر البيان «تمسكهم بمسار السلام».