ألقت السلطات البوروندية اليوم الجمعة القبض على قيادات محاولة الانقلاب في البلاد بعد أن تمكنت القوات المسلحة الموالية للرئيس بيير نكورونزيزا من إفشال محاولة الجنرالات للاستيلاء على السلطة بينما كان خارج البلاد فيما ينتظر ان يتوجه نكورونزيزا الذي عاد الى القصر الرئاسي بكلمة الى الامة في وقت لاحق اليوم. محاولة الانقلاب واستخدام القوة من اجل الاطاحة بالرئيس البوروندي بيير نكورونزيز والمظاهرات العنيفة التي سبقت ذلك بسبب اعلان نكورونزيز الترشح لولاية ثالثة ادخلت البلاد في دوامة عنف لازالت مظاهرها قائمة حتى الان. اعتقال العشرات من المتمردين من بينهم العقول المدبرة للانقلاب الفاشل اعتقلت حكومة بوروندي اليوم الجمعة عشرات الأشخاص إثر محاولة الانقلاب ضد الرئيس بيير نكورونزيزا التي باءت بالفشل . وقال المتحدث باسم رئاسة بوروندى اليوم الجمعة انه تم اعتقال الميجر جنرال جوديفرويد نيومباري الذي قاد محاولة الانقلاب وأنه وغيره من الضباط الذين كانوا وراء المحاولة الفاشلة سيمثلون أمام القضاء وسيتحملون المسؤولية عما اقترفوه. من جهته قال وزير الأمن العام جابريل نيزيجاما أن من بين المعتقلين مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع وآخر في وزارة الأمن الوطني وقائد بالشرطة . واوضح انه تم اعتقال "العشرات من المتمردين من بينهم العقول المدبرة للانقلاب الفاشل" ودعا هؤلاء المتورطين في محاولة الانقلاب الذين مازالوا مختبئين إلى الاستسلام . محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت أمس في بوروندي تسببت في حدوث قتال عنيف في العاصمة البوروندية حيث جرت أمس الخميس عدة معارك في أماكن عدة في بوجمبورا بما في ذلك في مقر الإذاعة الوطنية المملوكة للدولة. وقد اكد ضابط كبير في جيش بوروندي أن 12 جنديا ممن أيدوا محاولة الانقلاب قتلوا في الاشتباكات العنيفة التي جرت أمس لما حاولوا السيطرة على مبنى الإذاعة الرسمية في البلاد وجرح 35 آخرون فيما اختار40 الاستسلام مقابل إصابة أربعة جنود موالين للرئيس نكورونزيزا. الرئيس نكورونزيزا يعود الى بلاده وسيتوجه بخطاب اليوم الى الامة فقد عاد الرئيس البوروندي إلى بلاده بعد أن كان متواجدا في تنزانيا وقت حدوث محاولة الانقلاب . وقام الرئيس نكورونزيزا بتهنئة الجيش والشعب البوروندي على فشل محاولة الانقلاب عليه والمعارك التي اعقبتها والتي خلفت سقوط قتلى عسكريين ومدنيين. وحسب تصريحات للمتحدث باسم الرئاسة في بوروندي فان نكورونزيزا يتواجد الان بالقصر الرئاسي ببوجومبورا بعد أن كان في نجوزي مسقط رأسه في شمال البلاد. ووقعت محاولة الانقلاب بينما كان نكورونزيزا يشارك في قمة لمجموعة دول شرق إفريقيا في تنزانيا بعد أسابيع من اندلاع احتجاجات عارمة ضد محاولاته الترشح لفترة ولاية ثالثة . وحسب ما اعلنه راديو "فرنسا الدولي" اليوم فانه من المقررر أن الرئيس نكورونزيزا خطابا إلى الأمة من خلال الإذاعة الوطنية والتلفزيون البوروندي في وقت لاحق اليوم والذي ياتي بعد احباط إنقلاب ضده . وضع لا زال متوترا في ظل دعوات المجتمع المدني للتظاهر وحسب التقارير الواردة من بوروندي فان الوضع بها لا زال متقلبا خاصة في ظل دعوات وجهت الى المجتمع المدني للتظاهر حيث بدأ المتظاهرون في نصب متاريس جديدة في الشوارع والتي تحاول دوريات الشرطة تفكيكها. وبدأت دوريات الشرطة البوروندية في إطلاق طلقات تحذيرية عندما يرون المتظاهرين يعيدون وضع الحجارة من جديد لإقامة المتاريس حيث هددت الشرطة المتظاهرين بأنها ستعاملهم كإنقلابيين. للتذكير إندلعت مظاهرات عنيفة بعدما قام الحزب الحاكم في بوروندي بتسمية الرئيس الحالي بيير نكورونزيزا في أبريل مرشحا له لخوض انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها يوم 26 يونيو. ويقضى نكورونزيزا الآن فترته الرئاسة الثانية. ويرى خصومه أن ترشحه لولاية ثالثة سيكون بمثابة خرق لدستور البلاد لعام 2005. وشهدت الجمهورية اضطرابات أودت بحياة العشرات من المواطنين عقب موافقة المحكمة الدستورية يوم 4 مايو الجاري على ترشح نكورونزيزا لفترة رئاسية ثالثة. وقالت المحكمة إن من حق الرئيس نكورونزيزا الترشح لانتخابات 26 يونيو المقبل رغم أن الدستور في بوروندي حدد الحد الأقصى لتولي منصب الرئيس بفترتين فقط. وإنزلقت بوروندي في حالة من الفوضى يوم الأربعاء حيث أعلن الرئيس السابق للمخابرات الوطنية البوروندية الميجور جنرال جودفرويد نيومباري عبر محطة إذاعية أن الجيش أطاح بالرئيس وأن أصحاب المصالح يعملون الآن على تشكيل حكومة مؤقتة. واكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم أن أكثر من 105 آلاف شخص لجؤوا من بوروندي إلى الدول المجاورة منذ بداية الاضطرابات التي شهدتها البلاد منذ أسابيع موضحة أن أكثر من 70 ألفا قصدوا تنزانيا و25300 توجهوا إلى رواندا وأكثر من 9 آلاف لجؤوا إلى مقاطعة جنوب كيفو في جمهورية الكونغو الديموقراطية. وامام هذا الوضع ببورندي اعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ إزاء هذه التطورات وأدان محاولات الإطاحة بالحكومة المنتخبة باستخدام القوة العسكرية. ودعا بان كي مون وبشكل عاجل إلى إلتزام الهدوء وضبط النفس وحث جميع القادة السياسيين والأمنيين على نبذ استخدام العنف بشكل واضح وصريح والاحجام عن القيام بأعمال انتقامية وكبح جماح مسلحيهم.