اعتبر الجامعي أمين حربي من سوق أهراس يوم الأحد بأن تفاعل الثقافات في عمل أبوليوس المادوري "الحمار الذهبي" يتضمن قدرات كبيرة للتربية التي تحث على الفضول وحب الإطلاع. و في مداخلته بعنوان "الفضول الإيجابي" التي قدمها في أشغال اليوم الثاني من الملتقى الدولي حول هذه الشخصية الذي تحتضنه قاعة المحاضرات "ميلود طاهري" بسوق أهراس على مدار ثلاثة أيام -أكد ذات المحاضر بأن "الفضول وقبول المخاطر في إطار السعي نحو المعرفة والحقيقة كان وراء جميع أعمال أبوليوس". وأضاف الأستاذ حربي بأن كتاب أبوليوس المادوري الذي تلقى تربية منفتحة على الثقافات بدأ بقضية فضول حول السحر ليوضح التفاعل الثقافي الذي يؤكد -حسبه- بأنه ضروري للتفتح تجاه الآخر وقبول التعايش معا. وفي ذهاب وإياب بين الماضي والحاضر وبعدما أكد بأن التعلم المتخصص و وتيرة الحياة العصرية تعيق الفضول عند المتعلمين أشار الأستاذ حربي إلى أن "التأمل في عمل أبوليوس كان نقطة الانطلاق نحو تدريس التفاعل الثقافي العميق". وأضاف الأستاذ حربي بأن التأمل يجب أن يدرس على أنه ممارسة أساسية في الفكر خاصة وأن الوسائل الحديثة لتكنولوجيات الإعلام و الاتصال توفر سهولة التعلم. وبعد أن أكد هذا الجامعي بأن أعمال أبوليوس المادوري التي تتميز بروح جزائرية محضة تتجلى في النكتة والطرافة وإيقاع فوضوي قال بأنه يجب أن تحتل المكانة التي تستحقها في تأسيس ثقافة تفاعلية. من جهتها تطرقت صونيا سابتيس من الولاياتالمتحدةالأمريكية في مداخلتها بعنوان "قراءة أدبية لأعمال أبوليوس" بأن هذا المؤلف على الرغم من أنه كان منفتحا على الثقافات الأخرى إلا أنه كان يظهر أصوله البربرية. وأضافت المتدخلة بأن أبوليوس المادروي كان يعرف نفسه على أنه "نصف نوميدي ونصف جوتيدي" في إشارة إلى السكان الأصليين لشمال إفريقيا مشيرة إلى كتاباته في المبادئ التي تبنى عليها الحياة الإنسانية لتبقى العنصر الأساسي في تقييم الإنسان. وقد ركز المتدخلون خلال اليوم الثاني من أشغال هذا الملتقى الدولي بعنوان "رؤى متباينة حول أبوليوس" على التفاعل الثقافي في عمل أبوليوس وتأثير أعماله على الأدب المعاصر. وقد تطرق جامعيون من المغرب و فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية إلى جانب آخرين من الجزائر إلى موضوع "تأثير عمل أبوليوس في الأدب المغاربي وتكريس الهوية" فيما ستختتم أشغال هذا الملتقى الدولي غدا الاثنين بإصدار جملة من التوصيات.