أكد الجامعي مصطفى سايج يوم الخميس بالجزائر أن معاداة الإسلام تعد ظاهرة ما فتئت تتزايد بالرغم من محاولة الخطابات الغربية إبراز عكس ذلك. و حذر السيد سايج الأستاذ بجامعة الجزائر خلال أشغال الندوة الدولية حول مكافحة الإرهاب و التطرف من "تصاعد" موجة معاداة الإسلام بالغرب معربا عن رفضه للخطابات الرسمية لبعض الدول الغربية خاصة الأوروبية منها التي تريد "التقليل من حدة الظاهرة". و قال بهذا الصدد "نسمع الخطابات المطمئنة على غرار خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يقول أنه يحب الإسلام و المسلمين لكن الحقيقة شيء آخر". و اعتبر أن معاداة الإسلام هي إلصاق التهم للإسلام و ما يزيد من حدة ذلك وسائل الإعلام الغربية مما يجعل حياة الجاليات المسلمة المقيمة بهذه البلدان في خطر. و ذكر السيد سايج في هذا السياق ببعض وسائل الإعلام الفرنسية التي تختص في الدعاية و الخطاب الشعبوي الذي يزعم أن الإسلام يشكل خطرا على المجتمع الفرنسي و حضارته و عدم ملاءمة الدين الإسلامي مع النمط المعيشي للغرب. و أضاف أن وسائل الإعلام هذه تزرع الرعب عبر مقالاتها و رسوماتها في نفوس الفرنسيين تجاه الإسلام و المدينين به محذرين من إمكانية وصول المسلمين للحكم في فرنسا. و ذكر بأن عملية سبر للأراء أجرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية سنة 2013 أظهرت أن 74 بالمائة من الأشخاص الذين سئلوا عن الإسلام قالو بأنه "دين اللاتسامح و لا يتناسب مع الثقافة الفرنسية و طموحات الفرنسيين و النمط المعيشي في فرنسا". و أضاف أن الغرب و بالتحديد الولاياتالمتحدة بحثت عن عدو جديد بعد نهاية الإتحاد السوفياتي و الحرب الباردة التي دامت أكثر من نصف قرن مشيرا إلى أن هجومات 11 سبتمبر 2001 بنيويورك شكلت فرصة "لاستهداف الإسلام و تمقيته لدى الأمريكيين و العالم الغربي بصفة عامة". و ذكر في سياق متصل أن أستراليا بدورها تعرف تصاعدا لموجة معاداة الإسلام و الحركات المتطرفة الداعية إلى طرد المسلمين. و ذكر نفس المتحدث ان الجماعات الافغانية و معهم جهاديون من أصول عربية الذين تم تسليحهم و تدريبهم من قبل الولاياتالمتحدة لمحاربة الإتحاد السوفياتي هم من كانوا وراء ظهور الإرهاب. و أكد أن خلق منظمات على غرار ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش) يعد بمثابة الوقود لإشعال حقد المجتمعات الغربية على الإسلام و خوفهم منه. و قال أن ''هؤلاء العرب الأفغان هم من كانوا وراء الهجوم على ثكنة بقمار بالجزائر خلال التسعينات من أجل الدخول في حرب لا إسم لها ضد الجزائر و شعبها" تلك الجزائر كما قال "التي عانت ويلات الإرهاب و حاربت هذه الآفة العابرة للحدود" في حين تصف وسائل الإعلام الغربية هذه المأساة بالحرب الأهلية و تتسائل عن من يقتل من".