أثار حقوقيون وسياسيون من الأراضي الصحراوية المحتلة اليوم الثلاثاء بالجزائر الوضع الخطير الذي ولده التملص المتواصل للاحتلال المغربي من مسألة تنظيم استفتاء لتقرير مصير هذا الشعب ووضعه لعراقيل متعددة الأشكال من اجل الحيلولة دون ذلك إلى جانب "حرب الإبادة" التي يشنها بحقهم وعلى مرأى من الأممالمتحدة . جاء ذلك في الندوة التي نظمت اليوم في إطار "منتدى جريدة الشعب " بمقر الجريدة حول 'القضية الصحراوية جوانبها السياسية والحقوقية " ونشطها مسؤولون مشاركون في الجامعة الصيفية وحقوقيون من المناطق الصحراوية المحتلة، حيث تم خلالها تسليط الضوء على القضية الصحراوية. ونشط اللقاء محمد الأمين عضو مؤسس عن جبهة البوليزاريو ومستشار رئيس الجمهورية الصحراوية و رئيس الحكومة الصحراوية الأسبق وكذا الحقوقي الصحراوي البشير الاسماعيلي معتقل سابق بالسجون الصحراوية والقادم من الأراضي الصحراوية المحتلة. "شعب يتعرض للإبادة"، هكذا حبذ السيد محمد الأمين أن يستهل مداخلته أمام الحاضرين في الندوة من جمعيات مساندة للشعب الصحراوي ورجال سياسة وجمع غفير من الإعلاميين، إلى جانب وضعه في كل مرة لعلامات استفهام كبيرة أمام عدة مسائل تتعلق بالقضية ومنعا "الوعود الأممية لشعب الصحراء الغربية أين هي"دور المنظمة الدولية" أمام سياسة الاحتلال المغربي وخرقه لكل المواثيق والأعراف الدولية المتعلقة بشعب تحت الاحتلال من نهب مسعور و متسارع للثروات الطبيعية للصحراء الغربية التي قال أنها عائدات "لا تعود فائدتها لا على الشعب المغربي ولا على الصحراوي صاحب الحق فيها الأول والأخير بل تنفق على الترسانة العسكرية المغربية وما ينجر عن ذلك من تهديد لأمن المنطقة". وقال السيد الأمين هنا حقيقة "لم نعد نثق في الأممالمتحدة "، مذكرا بوعد المنظمة الدولية بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي بعد عام واحد من وقف إطلاق النار بين الجانبين المغربي والصحراوي لتمضي 24 سنة من الانتظار دون أن يخرج الوعد إلى النور. وقال أن هذا يذكرني بالقرار الأممي 193 الخاص بفلسطين الصادر عام 1948 والذي لم يطبق حتى الآن . وأعطى المسؤول الصحراوي لمحة تاريخية عن نشأة جبهة البوليزاريو ومراحل الاحتلال الاسباني للصحراء الغربية ومن بعده المغربي الذي يتخبط في ظله الشعب الصحراوي حتى الآن وسط استمرار حملات الاعتقالات العشواء التي لم تستن لا النساء ولا الأطفال الذين يتعرضون للاهانة والاغتصاب من قبل العسكر المغربي". وأمام هذا الوضع قال السيد محمد الأمين أن "القيادة القيادة السياسية الصحراوية محرجة رغم حكمتها الكبيرة في التعامل مع الوضع الحالي والأممالمتحدة تتفرج "، مبرزا أيضا الإحباط الكبير الذي يخيم على الرأي العام الصحراوي ... فإلى متى الانتظار يقول. وأثار المسؤول الصحراوي قضية شائكة تثقل كاهل الشعب الصحراوي وأتعبت أصواته المطالبة بضرورة إيجاد حل عاجل لها وهي مسالة الاستنزاف الذي تتعرض له ثروات الصحراويين من فوسفات وأحجار وثروات سمكية بالأطنان وبشكل يومي، منها ما يذهب نحو الخارج ومنها إلى داخل المغرب، إلا انه قال أن "هذا التكالب المغربي على الثروات الصحراوية يظهر أن المغرب على دراية كاملة بأنه عاجلا أم أجلا سيرحل عن الأراضي الصحراوية . وأعرب عن امتنانه للمواقف التاريخية للجزائر في الدفاع عن القضية الصحراوية ...الجزائر التي احتضنت لاجئين فروا من القمع المغربي الذي استعمل ضدهم كل أنواع الأسلحة حتى المحرمة مخلفا شهداء من كل الفئات ذنبهم الوحيد أنهم يطالبون باسترجاع أرضهم . من جهته، تحدث البشير الاسماعيلي عن مراحل الكفاح المسلح الذي خاضه الصحراويون من اجل الاستقلال تم انتفاضاته السلمية المتتالية، والتي كان في كل مرة، كما قال يبحث عن تطوير أساليبها منها "انتفاضة الاستقلال" التي استهلت عام 2005 والتي أصبح فيها تقرير المصير مرفوقا دائما بكلمة الاستقلال، إلى جانب تنظيم حركات سلمية تتضمن خروجا إلى الشوارع والخروج الجماعي خارج الإطار الحضري إلا أن ذلك وفي كل مرة جوبه بعنف الجيش المغربي . الندوة التي حضرها رئيس الجمعية اليمنية لمساندة الشعب الصحراوي علي حسن الجولاني وسياسيون منهم عضو مجلس الامنة صويلح الذي تساءل في تدخله عن جدوى آليات الأممالمتحدة في ظل الحقائق داخل الأراضي الصحراوية المحتلة التي تمس بالقيم الإنسانية وحقوق الإنسان . كما تساءل صويلح إلى متى الانتظار ولماذا التجديد لمهمة المينورسو في كل مرة مادامت لا تراقب انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل المغرب بحق أبناء الشعب الصحرواي . وقد افتتحت السبت بجامعة بومرداس فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليساريو والجمهورية العربية الصحراوية بمشاركة ما يزيد عن 400 إطار وأعضاء الحكومة وممثلين عن مختلف هيئات البوليساريو وعن الشعب الصحراوي من المناطق المحتلة.