تهدف وزارة التربية من خلال الإصلاح التربوي إلى ربط المناهج والطرائق التربوية في الجزائر بالواقع المعاش حسبما ذكره يوم الأحد بتيارت مدير التكوين بوزارة التربية أحسن اولبصير . وأوضح السيد أحسن اولبصير في تصريح صحفي على هامش افتتاح ملتقى جهوي حول التطبيق العلمي لمناهج الجيل الثاني بتيارت أن الإصلاح التربوي الحالي يعطي الأسبقية للممارسة الميدانية للتعليم والتعلم ليكون للمناهج التربوية والتعليمية امتداد في الواقع الذي تعيشه أطراف العملية التربوية. وابرز أن هذا الربط بالواقع سيضمن الكشف عن الاختلالات التطبيقية الموجودة في المناهج التربوية و تصحيحها أو تغييرها بما يتماشى والصالح العام للمدرسة الجزائرية "التي تعمل على تحكم التلميذ والأستاذ في المعارف المتحصل عليها وفي كيفية استخدامها". وأضاف مدير التكوين بوزارة التربية أن سياسة المنتهجة في الإصلاح التربوي ترتكزعلى ضرورة نقل القيم الاجتماعية والدينية والوطنية والروحية والأخلاقية والسلوكية الموجودة في المجتمع الجزائري من خلال العمليات التعليمية إلى التلميذ. ومن اجل تحقيق هذه السياسة- يضيف نفس المسئول - اعتمدت وزارة التربية برنامج تكوين طويل المدى لصالح المؤطرين في العملية التربوية حول المناهج والنظريات التربوية الجديدة ورصد العراقيل التي تواجهها في الواقع الميداني من اجل معالجتها. وأشار إلى أن التكوين انطلق من الطورين الابتدائي والمتوسط باعتبارهما الركيزة الرئيسة لبناء الهرم التربوي وتحقيق النوعية في الأداء التربوي لدى الأستاذ والتلميذ ضمن مقاربة الكفاءات مضيفا ان هذه المقاربة سيضمن" أفاق ونظرة مستقبلية جديدة في المنظومة التربوية محورها استقلالية التلميذ والمعلم". وأكد المتحدث أن التكوين هو السبيل الوحيد لتحيين المعارف وتحسين المستوى لدى الأستاذ والتلميذ لمواكبة التطورات و مسايرة التغيرات في قطاع التربية شريطة عدم إهمال التكوين في المواد الفنية مثل الرسم والموسيقى والتربية البدنية لتصبح المدرسة وسطا لترقية الذوق الجمالي والفني واكتشاف المواهب. ولاحظ ذات المسؤول أن التقويم المتواصل هو الذي يؤدي إلى الوصول إلى الأهداف المرجوة من تطبيق المناهج والبرامج التربوية وتحقيق انسجامها مع الواقع. وقد يشارك في هذا الملتقى الذي نظمته وزارة التربية الوطنية على مدى أربعة أيام 160 مفتشا من 16 ولاية من الجهة الغربية و الجنوب الغربي للوطن يشرف على تكوينهم حول التطبيق العملي لمناهج الجيل الثاني في التربية 42 مؤطرا تابعين للجنة الوطنية للمناهج التربوية ومجموعاتها المتخصصة بوزارة التربية.