تعقد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب (البوليزاريو) انطلاقا من اليوم الأربعاء المقبل و على مدى أربعة أيام مؤتمرها ال14 بولاية الداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين تحت شعار "قوة، تصميم و إرادة لفرض الاستقلال الوطني و السيادة" بالصحراء الغربية. و يتميز السياق الذي ينعقد فيه المؤتمر الذي يحمل اسم المرحوم "خليل سي امحمد"، بالتطورات الايجابية و المكاسب التي حققتنها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و كذا جبهة البوليزاريو على الساحة الدولية لاسيما عقب إلغاء الاتفاق الفلاحي بين الإتحاد الأوروبي و المغرب. كما سيعقد المؤتمر في وقت بات فيه المغرب ماض في تعنته و عرقلته لمسار التسوية الأممي لانهاء النزاع في الصحراء الغربية برفضه إعادة فتح المفاوضات المباشرة مع جبهة البوليزاريو، كما دعا إليه الأمين العام للامم المتحدة، بان كي مون. و أشار السفير الصحراوي بالجزائر، ابراهيم غالي، في تصريح لوأج إلى أن المؤتمر "سينعقد في ظروف خاصة حيث ان القضية الصحراوية تحصلت على مكاسب و تشق طريقها لنيل مكاسب اخرى في انتظار الزيارة المرتقبة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في يناير المقبل للمنطقة و كذا الزيارة الاخيرة التي قام بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، كريستوفر روس للمنطقة". و اضاف ان هذا المؤتمر ال14 سيشارك فيه حوالي 2475 سواء من المؤتمرين الصحراويين و كذا وفود أجنبية (افريقيا، أمريكا اللاتينية، أروبا و آسيا) وكذا عدد هام من الجزائريين. و ذكر السفير أثناء تحدثه عن الظروف المحيطة بهذا المؤتمر ال14 ان "مجلس الأمن استمع أخيرا إلى تقرير شفهي قدمه كريستوفر روس الذي أبرز العراقيل التي يضعها المغرب أمام مسار التسوية في الصحراء الغربية". ولاحظ الدبلوماسي الصحراوي ان السلطات المغربية لازالت ترفض المفاوضات مع جبهة البوليزاريو و هو الأمر الذي تحدث عنه روس"، مذكرا أن "مجلس الأمن يطالب منذ 2007 ببدأ مفاوضات بين طرفي النزاع (المغرب و جبهة البوليزاريو) في وقت يبقى فيه المحتل المغربي يحاول فر ض شروط للشروع فيها"، مذكرا في ذات الوقت بالزيارة "الإستفزازية" الأخيرة لملك المغرب محمد السادس إلى مدينة العيون المحتلة و التي تعد "تحد للصحراويين و كذا للمجتمع الدولي كافة". ومن جهة اخرى، رحب ابراهيم غالي بإلغاء الاتفاق الفلاحي ومشتقات الصيد البحري بين الإتحاد الأوروبي و المغرب الموقع في 2012 ، معتبرا هذا ب"عودة الامور إلى نصابها". و نبه في ذات الوقت إلى ان "بعض الدول التي لها دور سلبي اتجاه القضية الصحراوية كفرنسا و اسبانيا ستحاول ممارسة الضغط للطعن في هذا القرار". وأخيرا و فيما يخص الظروف الداخلية التي تحيط بالمؤتمر شدد السفير الصحراوي على ان الشعب الصحراوي قد "سئم 40 سنة من الاحتلال و 24 سنة انتظار بعد وقف إطلاق النار وانه حان الوقت للأمم المتحدة أن تتحمل مسؤوليتها للوصول إلى حل سياسي للنزاع في الصحراء الغربية يضمن للشعب الصحراوي الحق في تقرير المصير". و قد عقدت الأمانة الوطنية لجبهة البوليزاريو يوم التاسع من ديسمبر الماضي دورة طارئة تحت إشراف رئيس الجمهورية الصحراوي الأمين العام للجبهة، محمد عبد العزيز، تناولت خلالها الخلاصات المقدمة من طرف اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع عشر حول عملها. و حسب بيان للأمانة، فقد تناولت الدورة الخلاصات المقدمة من طرف اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع عشر حول عملها، وما له علاقة بأولويات برنامج العمل الوطني والقانون الأساسي للجبهة ودستور الجمهورية، كما تناولت الدورة مشروع التقرير الأدبي الذي ستقدمه الأمانة الوطنية إلى المؤتمر. و يعد المؤتمر أعلى هيئة لاتخاذ القرار في جبهة البوليزاريو و يتم عقده كل ثلاث أو أربع سنوات حيث يتم خلاله انتخاب الأمين العام الذي يصبح في ذات الوقت رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تم إعلانها في 27 فيفري 1976.