تم، في ليلة أول أمس الثلاثاء إلى الأربعاء، بتيفاريتي، إعادة انتخاب محمد عبد العزيز على رأس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليزاريو" بصفة أمين عام ب 1551 صوتا من أصل 1622 صوتا المعبر عنه، أي بنسبة 96 بالمئة. وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 77 بالمئة أي 1622 صوتا معبرا عنه من مجموع 2095 مندوب حضروا المؤتمر ال 13 جبهة البوليزاريو. وتكرس هذه النتائج عبد العزيز أمينا عاما لجبهة البوليزاريو للعهدة ال 11 منذ سنة 1976 طبقا للمادة 99 للقانون الأساسي للجبهة الذي يشترط ثلثي الأصوات لتولي منصب الأمين العام. كما سيتولى عبد العزيز مهمة رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية طبقا للدستور الصحراوي الساري. وفيما يخص انتخاب أعضاء الأمانة الوطنية تمت مباشرة العملية صبيحة الأربعاء، حيث يتنافس 147 مترشحا على المناصب ال 29 المعروضة للاقتراع من مجموع ال 50 التي تعدها هذه الهيئة. وتمت، من جهة أخرى، المصادقة بالأغلبية على تقرير لجنة برنامج النشاط الوطني ولا تبقى سوى موافقة المؤتمرين على تقرير لجنة مشاريع البيان الختامي واللوائح. ويعقد المؤتمر ال 13 لجبهة البوليزاريو المنظم تحت شعار "دولة صحراوية مستقلة هي الحل" للمرة الثالثة في تاريخ هذه الحركة التحررية الوطنية بالتيفاريتي الواقعة في الأراضي الصحراوية المحررة على بعد 370 كلم شرق مدينة العيونالمحتلة. من جهة أخرى، صادق الكونغرس الأمريكي على قانون يطالب من خلاله كتابة الدولة التأكد من احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية كشرط مسبق لأي مساعدة مالية عسكرية تمنح للمغرب. ويخص هذا القانون الذي أقره كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، أول أمس الثلاثاء، المخصصات المالية الموجهة للمساعدات الخارجية التي تمنحها الولاياتالمتحدة لبلدان أخرى لحساب سنة 2012. ويؤكد هذا النص التشريعي في فصله المخصص لبرنامج التمويل العسكري للمغرب على أنه قبل تخصيص أموال لفائدة المغرب يجب على كاتبة الدولة للخارجية هيلاري كلينتون "أن تقدم تقريرا للجنتي منح المساعدات المالية لكلا غرفتي الكونغرس حول الإجراءات المتحدة من قبل الحكومة المغربية في مجال احترام حقوق الأشخاص في التعبير السلمي عن آرائهم بخصوص وضع ومستقبل الصحراء الغربية وإعداد تقرير حول انتهاكات حقوق الإنسان" الخاصة بالصحراويين. كما يشترط الكونغرس المساعدة المالية والعسكرية الأمريكية الممنوحة للمغرب "بتوفير حق دخول منظمات حقوق الإنسان والصحفيين وممثلي الحكومات الأجنبية إلى الصحراء الغربية ومن غير أي مضايقات". ممثل البوليزاريو في واشنطن يستحسن القرار وعلى إثر المصادقة على هذا القانون، صرح ممثل جبهة البوليزاريو في واشنطن مولود سعيد إن جبهة البوليزاريو "تعرب عن ارتياحها لهذا الموقف الذي اقره الكونغرس الأمريكي الذي اعترف بالوضعية الصعبة التي يعانيها الصحراويون في الأراضي المحتلة، وكذا لسياسة القمع التي ينتهجها المغرب تجاه أولئك الذين يريدون التعبير بشكل سلمي ويريدون التنديد بسياسة القمع". وأضاف يقول إن "جبهة البوليزاريو توجه شكرها للكونغرس الأمريكي على هذا الموقف و نأمل في أن يسمح المغرب بدخول المنظمات الدولية، وكذا جميع الذين يريدون التوجه إلى الأراضي الصحراوية المحتلة، ودون أن يفرض أي قيود أو عراقيل". كما أشار إلى أن هذا القانون الأمريكي "يعد نصرا آخر للشعب الصحراوي والذي يأتي في الوقت الذي يجري المؤتمر ال 13 لجبهة البوليزاريو"، والمنظم في التيفارتي بالأراضي الصحراوية المحررة. كريستوفر روس في زيارة للصحراء الغربية والمغرب قبل أفريل 2012 ينوي المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، كريستوفر روس، القيام بزيارة إلى المنطقة قبل أفريل 2012، حسبما أكده ممثل جبهة البوليزاريو بالأممالمتحدة أحمد بوخاري بتيفاريتي. وفي هذا الصدد، كشف عضو الأمانة الوطنية المنتهية عهدتها لجبهة البوليزاريو أن قيادة الشعب الصحراوي علي استعداد لإعادة بعث مسار السلام في الصحراء الغربية، وأضاف يقول على هامش أشغال المؤتمر ال 13 للجبهة أن "البوليزاريو على استعداد دائم للتعاون مع المنظمة الاممية من اجل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي". كما أشار الدبلوماسي الصحراوي أن المسائل المتعلقة باليات تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية "أصبحت تشكل عنصرا في معادلة المفاوضات"، مضيفا أن هناك "عودة قوية لمجلس الأمن من أجل الذهاب نحو الأمور الجوهرية وحل عملي والمتمثل في تنظيم استفتاء لتقرير المصير وتحديد الهيئة الناخبة". وتابع بوخاري قائلا "إن الأممالمتحدة ترى بان تقرير المصير يمر عبر استشارة الشعوب حول إرادتها وأن الأممالمتحدة تقوم بعمل كبير في تحديد الهيئة الناخبة الصحراوية التي يجب استكمالها". أما بخصوص الاقتراح المغربي المتمثل في "الحكم الذاتي" للصحراء الغربية، فقد أكد ممثل البوليزاريو في الاممالمتحدة ان هذا الاقتراح قد "تجاوزه الزمن"، مضيفا ان "السلطات المغربية قد توصلت الى قراءة واقعية تتمثل في ان مقترح الحكم الذاتي ليس السبيل المناسب لحل نزاع الصحراء الغربية".