صادق الكونغرس الأمريكي أول أمس على قانون يطالب من خلاله كتابة الدولة التأكد من احترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية كشرط مسبق لأي مساعدة مالية-عسكرية تمنح للمغرب. ويخص هذا القانون الذي أقره كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ المخصصات المالية الموجهة للمساعدات الخارجية التي تمنحها الولاياتالمتحدة لبلدان أخرى لحساب سنة 2012، ويؤكد هذا النص التشريعي في فصله المخصص لبرنامج التمويل العسكري للمغرب على أنه قبل تخصيص أموال لفائدة المغرب يجب على كاتبة الدولة للخارجية «هيلاري كلينتون» «أن تقدم تقريرا للجنتي منح المساعدات المالية لكلا غرفتي الكونغرس حول الإجراءات المتحدة من قبل الحكومة المغربية في مجال احترام حقوق الأشخاص في التعبير السلمي عن آرائهم بخصوص وضع ومستقبل الصحراء الغربية وإعداد تقرير حول انتهاكات حقوق الإنسان» الخاصة بالصحراويين، كما يشترط الكونغرس مقابل المساعدة المالية والعسكرية الأمريكية الممنوحة للمغرب «بتوفير حق دخول منظمات حقوق الإنسان والصحفيين وممثلي الحكومات الأجنبية إلى الصحراء الغربية ومن غير أي مضايقات». وعلى إثر المصادقة على هذا القانون صرح ممثل جبهة البوليزاريو في واشنطن «مولود سعيد» إن جبهة البوليزاريو «تعرب عن ارتياحها لهذا الموقف الذي أقره الكونغرس الأمريكي الذي اعترف بالوضعية الصعبة التي يعانيها الصحراويون في الأراضي المحتلة وكذا لسياسة القمع التي ينتهجها المغرب تجاه أولئك الذين يريدون التعبير بشكل سلمي و يريدون التنديد بسياسة القمع»، وأضاف يقول أن «جبهة البوليزاريو توجه شكرها للكونغرس الأمريكي على هذا الموقف ونأمل في أن يسمح المغرب بدخول المنظمات الدولية وكذا جميع الذين يريدون التوجه إلى الأراضي الصحراوية المحتلة ودون أن يفرض أي قيود أو عراقيل»، كما أشار إلى أن هذا القانون الأمريكي «يعد نصرا آخر للشعب الصحراوي والذي يأتي في الوقت الذي يجري المؤتمر ال13 لجبهة البوليزاريو» والمنظم في تيفارتي بالأراضي الصحراوية المحررة. ومن جهة أخرى أكد ممثل جبهة البوليزاريو بالأممالمتحدة «أحمد بوخاري» المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية «كريستوفر روس» ينوي القيام بزيارة إلى المنطقة قبل أفريل 2012، وفي هذا الصدد أكد «بوخاري» عضو الأمانة الوطنية المنتهية عهدتها لجبهة البوليزاريو أن قيادة الشعب الصحراوي علي استعداد لإعادة بعث مسار السلام في الصحراء الغربية، وقال، على هامش أشغال المؤتمر ال13 للجبهة، أن «البوليزاريو على استعداد دائم للتعاون مع المنظمة الأممية من أجل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي»، كما أشار الدبلوماسي الصحراوي إلى أن المسائل المتعلقة بآليات تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية «أصبحت تشكل عنصرا في معادلة المفاوضات»، مضيفا أن هناك «عودة قوية لمجلس الأمن من أجل الذهاب نحو الأمور الجوهرية وحل عملي والمتمثل في تنظيم استفتاء لتقرير المصير وتحديد الهيئة الناخبة»، وتابع «بوخاري» قائلا «إن الأممالمتحدة ترى بأن تقرير المصير يمر عبر استشارة الشعوب حول إرادتها وأن الأممالمتحدة تقوم بعمل كبير في تحديد الهيئة الناخبة الصحراوية التي يجب استكمالها». أما بخصوص الاقتراح المغربي المتمثل في «الحكم الذاتي» للصحراء الغربية فقد أكد ممثل البوليزاريو في الأممالمتحدة أن هذا الاقتراح قد «تجاوزه الزمن»، مضيفا أن «السلطات المغربية قد توصلت إلى قراءة واقعية تتمثل في أن مقترح الحكم الذاتي ليس السبيل المناسب لحل نزاع الصحراء الغربية»، كما ذكر «بوخاري» بأن «اقتراحنا يشمل أيضا العرض المغربي في استفتاء يتضمن أيضا مسالة الاستقلال»، معتبرا المقاربة الصحراوية «الأكثر إقناعا والأكثر قابلية للتطبيق»، وأكد «بوخاري»، أن الظروف متوفرة للحفاظ على مفاوضات السلام بين المغرب وجبهة البوليزاريو في «اتجاه صحيح وعادل»، متأسفا بالمقابل للموقف الفرنسي «الذي يمنع هذا المسار من بلوغ سرعته المطلوبة».