حققت الملاكمة و المصارعة وكرة القدم و بدرجة أقل الجيدو نتائج مرضية خلال سنة 2015 التي تشرف على نهايتها، فيما خيبت رياضات أخرى، على غرار ألعاب القوى و كرة اليد، الآمال حيث لم تكن في مستوى تطلعات المتتبعين بالجزائر. كالعادة برزت الملاكمة -التي أهدت الجزائر أول ذهبية أولمبية في أولمبياد لوس أنجلس (1984)- بصعود محمد فليسي (أقل من 52 كلغ) فوق منصة التتويج بفضل البرونزية التي تحصل عليها في بطولة العالم التي جرت بالعاصمة القطرية الدوحة. في المقابل لم يوفق زميلاه عبد القادر شادي (64 كلغ) و إلياس عبادي (75 كغ) بالدوحة لكنهما نجحا في التأهل للالعاب الاولمبية 2016 بريو دي جانيرو في إنتظار خمسة ملاكمين آخرين، حسب توقعات الاتحادية. وكانت رياضة المصارعة في المستوى أيضا بفضل المرتبة الخامسة التي تحصل عليها طارق عزيز بن عيسى (-66 كلغ مصارعة إغريقية-رومانية) بمناسبة بطولة العالم بمدينة لاس فيغاس الأمريكية مقرونة بالتأهل للأولمبياد البرازيلي. وتألق العديد من مصارعي الجيدو خلال الالعاب الافريقية التي إحتضنتها برازافيل الكونغولية بين 4 و 19 سبتمبر. البعض تكلم عن "طوفان جزائري" حصد مجموع 12 ميدالية منها 7 ذهبيات كاملة، وتزامنا مع ذلك نجح أكثر من خمسة مصارعين من التموقع جيدا في سباق التأهل للألعاب الأولمبية. خلال موعد برازافيل نجحت الجزائر في تسجيل أحسن مشاركة في تاريخ ظهورها بالألعاب الافريقية بحصد 118 ميدالية (40 ذهبية/42 فضية/36 برونزية) مستفيدة بالخصوص من تألق الجمبازيين الذي حصدوا لوحدهم 8 ذهبيات. نجاح آخر يحسب للجمباز الجزائري المتمثل في بروز الشابين محمد عبد الجليل بورقيق و فراح بوفدان اللذين ضمنا تأهلهما أيضا إلى موعد ريو الصيف المقبل. فيما يخص التجذيف تألق سيد علي بودينة و أمينة روبة اللذين تأهلا للاولمبياد في إختصاص "السكيف-فردي" خلال الدورة المؤهلة التي جرت بتونس. نفس الانجاز كان من نصيب رياضة الالواح الشراعية التي أهلت شريف صحراوي إيمان (لازير-راديال) وبوراس حمزة و كاتيا بلعباس (أر أس إكس) إلى الالعاب الاولمبية. بالمقابل خيب البطل الاولمبي لمسافة 1500 متر بلندن-2012 توفيق مخلوفي بحلوله رابعا في البطولة العالمية ببكين، مكتفيا بعد ذلك بفضية 800 متر للالعاب الافريقية وهو مشوار أقل ما يقال عنه أنه متواضع لابن مدينة سوق أهراس الذي عود عشاقه على الأفضل. الرياضات الجماعية : كرة القدم تحفظ ماء الوجه في الرياضات الجماعية تعود "السعفة الذهبية" دون منازع لكرة القدم حيث خطف المنتخب الاولمبي تأشيرة التأهل للاولمبياد و الذي تغيب عنه الجزائر منذ 36 سنة و طبعة 1980 بموسكو. فرغم الهزيمة في المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأمم لأقل من 23 سنة بداكار أمام النيجيريين (1-2)، لا يمكن أن يخجل أشبال المدرب السويسري ل "الخضر" بيار أندري شورمان في وقت لم يراهن عليهم الكثير حتى في تخطي عقبة الدور الأول في "مجموعة الموت" التي ضمت أيضا منتخبات نيجيريا و مالي و مصر. من جانبه، تألق المنتخب الجزائري العسكري مجددا بحصوله على ذهبية دورة كرة القدم للالعاب الرياضية العسكرية التي جرت بكوريا الجنوبية، 4 سنوات بعد انجازه الأول المماثل بالبرازيل، دون نسيان المشوار الرائع لاتحاد الجزائر الذي بلغ الدور النهائي لرابطة ابطال إفريقيا قبل الانهزام ذهابا وإيابا امام نادي تي بي مازيمبي الكونغولي و فوز وفاق سطيف بالكأس الافريقية الممتازة على حساب الأهلي المصري بضربات الترجيح. ولا يمكن التكلم عن سنة 2015 دون التطرق الى خيبة الأمل التي خلفتها خسارة الجزائر لتنظيم كأس إفريقيا للأمم-2017 لفائدة الغابون في إنتخابات لعبت الكواليس لعبتها رغم جهود السلطات العمومية لإعادة تنظيم المنافسة للجزائر بعد أول وآخر دورة سنة 1990 فاز بها الخضر تحت قيادة المرحوم عبد الحميد كرمالي. في الكرة الطائرة نجح المنتخب الجزائري الشاب للرجال في التتويج بذهبية الالعاب الافريقية ببرازافيل أمام الكونغو (البلد المنظم). على العكس انهزمت السيدات في نهائي البطولة الافريقية أمام الكينيات قبل مشاركتهن الكارثية ببرازافيل. لكن يبقى أكبر إخفاق للرياضات الجماعية من نصيب المنتخب الجزائري ذكور لكرة اليد في بطولة العالم 2015 بالعاصمة القطرية الدوحة بحلوله في المرتبة ال24 و الأخيرة خلف فرق متواضعة للغاية كالشيلي و العربية السعودية، بعدما كان على قمة هرم القارة بداية 2014 بتتويجه ببطولة إفريقيا التي إحتضنتها الجزائر. في رياضة ذوي الإحتياجات الخاصة، نجح المنتخبان الجزائريان للرجال و السيدات في الفوز ببطولة إفريقيا و التأهل، منه، إلى الالعاب شبه الأولمبية 2016 بريو، في منافسة حضرتها جماهير غفيرة بقاعة اسطاوالي. ألعاب البحر الأبيض المتوسط تعود إلى الجزائر من جهة أخرى كان تعيين مدينة وهران لإستضافة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021 بعد تصويت اعضاء اللجنة الدولية للالعاب المتوسطية بمدينة بيسكارا الايطالية، من أبرز الاحداث التي عاشتها الرياضة الجزائرية سنة 2015. وفازت عاصمة الغرب الجزائري بتنظيم الطبعة ال19 لأكبر موعد رياضي لحوض المتوسط بحصدها 51 صوتا مقابل 17 لمدينة صفاقس التونسية المرشحة أيضا للتنظيم. وفي هذا الشأن قال رئيس اللجنة الاولمبية والرياضية الجزائرية مصطفى بيراف في تصريح لوأج: "عودة ألعاب البحر الابيض المتوسط إلى الجزائر بعد 45 سنة يمثل نجاحا كبيرا، دون إغفال الالعاب الافريقية للشباب 2018 التي ستجرى كذلك بالجزائر والمؤهلة إلى الالعاب الاولمبية للشباب سنة 2019 ببيونس أيرس الأرجنتينية". وفي تقييمه لحصيلة عام 2015 أضاف بيراف: "كانت هناك العديد من الامور الايجابية و الاخرى المتواضعة لا يسع المقام لذكرها كلها، لكن ما يجب الاحتفاظ به هو ظهور مجموعة من الرياضيين الشباب تعطينا الأمل لتكون سنة 2016 أفضل وهذا على كل المستويات".