تألقت الرياضة الجزائرية بفضل النتائج الجيدة بفضل جمبازييها و ملاكميها و مصارعيها في الجيدو و الكراتي و المصارعة, في الطبعة ال11 للألعاب الإفريقية 2015 التي اختتمت أمس السبت في برازافيل (الكونغو), في الوقت الذي خيبت فيه الآمال رياضات أخرى كألعاب القوى و رفع الاثقال, المعتادة على لعب الأدوار الأولى. المفاجأة السارة في خمسينيات هذه الألعاب, جاءت من الجمباز الجزائري الذي حصد ما لايقل عن 21 ميدالية منها ثماني ذهبيات, مع تألق لافت لفراح بوفادن و محمد عويشة. رياضيان يملكان حسب التقنيين الحاضرين في المنافسة, مستقبلا واعدا عل الصعيد العالمي. وبشأنهما, صرح الخبير الدولي, المغربي عبد الإله رزيق لوأج "بفضل تكفل جيد فيما يتعلق بالتحضير من المستوى العالي, بوفادن و عويشة سيتأهلان بسهولة إلى أولمبياد ريو 2016. فهما رياضيان شابان يملكان إمكانيات مبهرة". من جانبهم, نجح ممثلو الجيدو الجزائري الذين خيبوا الآمال في مونديال استانا (كازاخستان) الأخير, تدارك الأمور بحصد 12 ميدالية منها 7 ذهبيات في برازافيل. وصرح مدرب المنتخب الوطني للرجال للجيدو, ياسين سليني محتفيا "لدي انطباع أن الرياضيين تحرروا بعد مونديال 2015. لم يكن لديهم ما يبرهنون عليه لأن قيمتهم لا تخفى على أحد. ميدالية حداد جازية في وزن (-52 كلغ) على حساب التونسية هالة عياري, بطلة إفريقيا ثلاث مرات, كانت لها وقع خاص و نكهة متميزة". وتموقع الكراتي ضمن فئة الرياضات التي سطع بريقها بفضل الميداليات الذهبية الستة التي افتكها في اختصاصي الكوميتي و الكاتا. وبرز الجزائري عبد اللطيف بن خالد (-67 كلغ), صاحب ذهبية الكوميتي بقوة, حيث نال إعجاب الجميع بفضل تقنياته و قوته الكبيرة في قصر الرياضات في كينتالي الذي احتضنت المنافسة. فبالنسبة للمدرب الوطني ياسين قوري فإن هذا المصارع الذي ما فتئ مستواه يتطور, فاجأ الجميع بأدائه من المستوى العالي. وظهرت الملاكمة هي الأخرى, بوجه مشرف, في خمسينية الألعاب الإفريقية بتتويجها بخمس ميداليات ذهبية في دورة اتسمت بمستوى عال. وصرح المدرب الوطني, مرشود باحاوص بفخر "المستوى الفني للألعاب الإفريقية 2015 كان أعلى بالمقارنة مع البطولة الإفريقية الماضية التي جرت بالمغرب. ملاكمونا كانوا ممتازين". وفازت الجزائر في هذه الألعاب بأول ميدالية ذهبية لدى السيدات بفضل سهيلة بوشان في وزن اقل من 51 كلغ. وحقق الرياضون الجزائريون في رياضة المصارعة الأهم خلال اليوم الاول من المنافسة بالتتويج بثلاث ميداليات ليكتفوا بعدها بلقب واحد فقط. وهي النتائج التي وصفها المدير الفني الوطني, أرزقي آيت حسين ب"الإيجابية جدا". ونال التاي كواندو الجزائري ميدالية ذهبية واحدة من توقيع رومان تروليي في وزن أقل من 58 كلغ. كما تألق المنتخب الوطني الشاب في الكرة الطائرة الذي فاز في النهائي على منتخب البلد المضيف الكونغو بثلاث اشواط للاشيئ في قاعة غصت بجمهور الفريق المحلي. خرجة متواضعة لألعاب القوى و رفع الأثقال ومتوسطة للسباحة بحصولها على ثلاث ميداليات ذهبية من توقيع ماجدة شيباركة (800 م و 1500 م سباحة حرة) و نفسي رانيا حميدة (4 مرات 100 م اربع سباحات), سجلت السباحة الجزائرية مشاركة متوسطة في هذا الموعد القاري. وأشار المدير الفني الوطني للسباحة, طاهر بقار "ذهبية او ذهبيتان اخريان كانتا في متناولنا, غير أنه على العموم, لم نكن سيئين. و السباحة الشابة نفسي (17 عاما) الصاعدة بقوة تستحق كل التشجيع". ألعاب القوى, ملكة الرياضات, التي غالبا ماشرفت الجزائر, كانت أقل بريقا, مما تعودت عليه, غير ان نتائج عبد الماليك لحولو (ذهبية 400 م حواجز) و هشام خليل سليم شرابي (القفز بالزانة) و خضار (برونزية 1500 م ) و كذلك برونزية الفريق الوطني للتابع 4 مرات 400 م تستحق التنويه. وفي تحليله, قال مدير الفرق الوطنية لألعاب القوى, عبد الكريم صادو "بصراحة, أجد أن هذه النتائج منطقية...فالحصيلة ليست سوداء لأن أداء الرياضيين الشباب كان مرضيا وسيكون لهم شأن كبير مستقبلا". بالمقابل, عادت رياضات مثل المسايفة و رفع الاثقال و الدراجات و تنس الطاولة و الكرة الحديدية, إلى الجزائر خالية الوفاض, حيث لم تحرز اي ميدالية ذهبية في هذه الألعاب . وحصدت الجزائر في الألعاب الإفريقية 2015 مجموع 118 ميدالية (40 ذهبية و 24 فضية و36 بورنزية), لتحسن بذلك بكثير الحصيلة التي حققتها في دورة مابوتو 2011 , حيث احرزت النخبة الوطنية 84 ميدالية منها 22 ذهبية.