تتسارع الدعوات من أجل الاسراع في تشكيل حكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن الاتفاق السياسي الليبي الموقع نهاية ديسمبر الماضي من طرف الاطراف الليبة برعاية اممية, لانقاذ ليبيا من مصير مجهول في ظل تمدد تنظيم (داعش) الارهابي الذي يسعى الى الاستحواذ على المنشات النفطية شرق البلاد بعدما تم تضييق الخناق عليه في العراق. و تعد الاشتباكات بين مسلحي تنظيم داعش غرب منطقة السدرة بمنطقة "الهلال" النفطي مع حرس المنشآت النفطية التابع للجيش الليبي "مؤشرا خطيرا" على زحف التنظيم المتواصل لاستنزاف الثروة النفطية. و بالرغم من سيطرة حرس المنشآت على الوضع بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي داعش, مساء امس, والتي استخدمت فيها الأسلحة تعرض أحد خزانات السدرة للقصف الا ان المواجهات انتقلت على بعد 10 كلم غرب السدرة, و30 كلم غرب رأس لانوف. و قتل عنصران من حرس المنشآت جراء تفجير سيارة, بينما تم القضاء على ستة عناصر من تنظيم داعش. - داعش يتمدد لنهب النفط الليبي و قوات الحرس تتصدى له - أوضح المتحدث الرسمي بإسم قوات حرس المنشآت النفطية الليبية, علي الحاسي, أن القوات صدت هجوما عنيفا لعناصر داعش على مشارف منطقة السدرة النفطية, بعد أن تمكن التنظيم من تفجير سيارة على بوابة مجمع ميناء المنطقة أدت إلى وفاة عنصرين من حراس الميناء". و قال المسؤول الليبي ان القصف أدى الى اندلاع النيران باحد الخزانات النفطية, مضيفا ان هدوءا حذرا يسود كافة المنطقة, مع إستعداد كامل لقوات الليبية للحفاظ على ممتلكات الليبيين. واكد الحاسي ان "هناك تنسيقا بين حرس المنشآت النفطية وهيئة الأركان التابعة للمؤتمر الوطني من أجل القيام بعملية عسكرية جوية واسعة للقضاء على مسلحي تنظيم داعش في منطقة السدرة" و هو ما أكدته رئاسة الأركان في بيان اصدرته امس. من جهته دعا مجلس النواب الليبي أسامة الشعافي "المؤسسة العسكرية" لمساندة عناصر حرس المنشآت النفطية ب"كل ما أوتوا من قوة" كما دعا الليبيين الى"الإصطفاف" لمحاربة الإرهاب. وطالب الشعافي السياسيين بالاسراع في دعم حكومة الوفاق الوطني ونبذ الفرقة والترفع عن المصالح الشخصية لنيل الحكومة ثقتها ومباشرة عملها والقيام بواجبها لتحقيق الاستقرار الأمني ومحاربة الإرهاب. و تأتي هذه التطورات غذاة إعلان تنظيم داعش عن سيطرته بصورة "تامة" على بلدة "بن جواد" الساحلية. -الاسراع في تشكيل حكومة الوفاق ضرورة ملحة لسد الطريق امام داعش- أصبح مطلب الاسراع في مباشرة حكومة الوفاق عملها ضرورة "ملحة" لسد الطريق ما تمدد تنظيم داعش في المناطق اللليبية الغنية بالمنشات النفطية بعد تلقيه لضربات موجعة في العراق. واعلنت مصادر اعلامية ان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المنصوص عليه في الاتفاق السياسي برئاسة فائز السراج عقد "اول اجتماع له" في فاتح يناير الجاري لبحث "سبل تنظيم العمل الداخلي للمجلس وأولويات المرحلة المقبلة" والتي من شأنها الإسراع في مشاورات تشكيل الحكومة وإتمام الترتيبات اللازمة وفقا للاتفاق السياسي لبدأ عمل الحكومة من العاصمة طرابلس. قال مدير المكتب الإعلامي لرئيس المجلس المعتصم بالله جمال ,أن المجلس "ناقش طريقة عمل المجلس وخاصة آلية اتخاذ القرار داخل مجلس الرئاسة الذي سيختار التشكيلة الوزارية للحكومة". و كان المبعوث الأممي مارتن كوبلر قد وصف الأوضاع في ليبيا ب"الصعبة" والمشهد السياسي ب"المعقد" وهو "الأمر الذي يحتم علينا" كما قال "عدم المجازفة والعمل بتروي". و قد أنهى كوبلر منذ يومين زيارته الى ليبيا لمتابعة حشد الدعم المحلي للتسوية السياسية زار خلالها شرق ليبيا والتقى برئيس مجلس النواب ثم انتقل لطرابلس للقاء أعضاء المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته, و لم يستبعد كوبلر نشر قوات دولية في ليبيا لمواجهة عناصر داعش. كما التقى كوبلر مع فائز السراج وأعضاء المجلس الرئاسي بتونس, حيث قدم خلال الاجتماع تقريره للمجلس حول آخر التطورات وذلك في إطار المشاورات والنقاشات للترتيبات الخاصة بالاتفاق السياسي الليبي. و ثمن أعضاء المجلس الرئاسي دور البعثة الاممية وجهودها للوصول الى حالة الاستقرار و الامن, مرحبين بهذا الدعم في إطار برامج الحكومة وإحترام وحدة البلاد وسيادتها.