عادت عقوبة المباريات بدون "حضور الجمهور" بقوة في الملاعب الجزائرية التي تبقى في نظر المسؤولين الوسيلة الوحيدة للحد من ظاهرة العنف التي تنخر جسم الرياضة الشعبية، في وقت ليس ببعيد عبر فيه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد راوراوة، عن ارتياحه للانخفاض النسبي للمباريات الجارية أمام مدرجات فارغة خلال مرحلة الذهاب. لكن هذا التراجع لم يكن سوى وقتيا بعد عودة ظاهرة العنف سواء بالمدرجات أو حتى خارج الملاعب الجزائرية تقريبا في كل مباراة. و ما اجراء نصف مباريات الجولة ال 21 للبطولة التي تنطلق اليوم (الثلاثاء) بلقاء مقدم بين مولودية بجاية و اتحاد الجزائر بدون جمهور، سوى تأكيدا لهذه الوضعية. وستجرى مباراة الموب و اتحاد الجزائر أمام مدرجات خالية بعد أن سلطت على النادي البجاوي عقوبة بأربع مباريات منها اثنتان نافذتان بعد الأحداث التي جدت يوم السبت الماضي ببجاية عقب هزيمة الموب أمام نصر حسين داي (1-2) بعد الوقت الإضافي في الدور ثمن النهائي لكأس الجزائر. بدورها ستستقبل مولودية الجزائر يوم الجمعة المقبل بملعب 5 جويلية (الجزائر) منافسها اتحاد الحراش بدون حضور انصارها. وهي "وضعية شاذة" كون هذا الموعد ينتظر سنويا حضورا غفيرا لعشاق الناديين الشعبيين. وسيخوض العميد لقاءه الثاني على التوالي بدون حضور الجمهور بعد أن عوقب بأربع مباريات منها اثنتان نافذتان بعد الأحداث التي جرت بملعب بولوغين لدى استقباله سريع غليزان في البطولة. وتعتبر هذه العقوبة الثالثة من نفس النوع للمولودية منذ انطلاق الموسم الكروي "2015-2016"، والتي كادت أن تحرم من جمهورها حتى نهاية الموسم لو أبقت الرابطة المحترفة على عقوبة "دون حضور الجمهور" على كل نادي يتلقى ثلاث عقوبات من هذا القبيل خلال موسم واحد، مثلما أعلن عنه رئيسها محفوظ قرباج لدى انطلاق الموسم الجديد قبل أن يتراجع عن قراره. "هدوء" لم يعمر طويلا لقاء ثالث مبرمج بدون "جمهور" هذا الاسبوع هو الذي سيجمع في دربي الغرب، مولودية وهران و سريع غليزان بسبب العقوبة المسلطة على الوهرانيين بلقائين نافذين. نفس العقوبة سلطت على السربع الغليزاني بعد أن "تألق" أنصاره بتصرفات سلبية نتيجة اقصاء فريقهم يوم السبت الماضي من الدور ثمن النهائي لكأس الجزائر أمام مولودية الجزائر (1-2). أما المباراة الرابعة للجولة ال 21 التي ستفقد "حرارة الجماهير" هي التي ستجمع شباب قسنطينة و شباب بلوزداد بملعب "حملاوي" بسبب تصرفات غير رياضية لأنصار السنافر رغم استفاقة فريقهم و فوزهم بالمباراة على الموب (1-0). وكل شيء يوحي بأن "الرقم القياسي" في المباريات بدون جمهور سيتم تحطيمه هذا الموسم. وبدخول المنافسة الوطنية مرحلتها الحاسمة سترتفع لا محالة حدة التنافس في الجولات المقبلة حيث سيكون الرهان أكثر أهمية سواء للأندية التى تطمح إلى اعتلاء المنصة الشرفية أو تلك التي تصارع من أجل البقاء. للتذكير فقد سلطت الرابطة المحترفة لكرة القدم الموسم الماضي عقوبة مباربات دون جمهور على 34 مباراة منها تسع لقاءات تابعة شبيبة القبائل، ويبدو أن هذا الرقم على وشك التحطيم.