تحتضن الجزائر ابتداء من يوم الاثنين وعلى مدى يومين أشغال الجمعية الخامسة لبيان المؤتمر الدولي لكيغالي الذي يتصادف هذه المرة مع احتفال المرأة, هذه الشريحة من المجتمع, بيومها العالمي. ففي اطار مواصلة تعزيز علاقات التعاون الشرطي على مستوى القارة الافريقية تنظم المديرية العامة للامن الوطني الجمعية العامة الخامسة لبيان المؤتمرالدولي لكيغالي باقامة الميثاق بالجزائر العاصمة تتمحور حول دور أجهزة الأمن في وضع حد للعنف الممارس ضد النساء والفتيات. احتضان الجزائر لهذا الحدث الدولي الهام يعكس التزامها بالجهود المبذولة على أكثر من مستوى خاصة من قبل الأمن الوطني والشرطة والرامية الى ترقية حقوق المرأة الى جانب دعمها لجميع الجهود الاقليمية والدولية في سبيل وضع حد لظاهرة العنف التي لاتزال مستشرية في العديد من المجتمعات رغم ما حققته المرآة في مجال تحررها عبر العصور انطلاقا من منصبها السامي كأم وراعية أجيال وكذا كزوجة وأخت وزميلة بل بوصفها آمراة فحسب مع كل ما تتضمنه التسمية من معاني. وكانت الجمعية العامة الرابعة التي إنعقدت سنة 2014 بالعاصمة الرواندية كيغالي اختارت الجزائر لاحتضان الجمعية العامة الخامسة حول بيان المؤتمر الدولي لكيغالي, قصد تكريس مهمة إنجاز هذا المسار وتحقيق اهدافه. ويحضر الندوة الدولية شخصيات وطنية ودولية سامية إلى جانب ممثلي مصالح الشرطة الإفريقية و وكالات الأممالمتحدة المتواجدة بالجزائر, لا سيما هيئة "الأممالمتحدة-نساء" للاتحاد الإفريقي و كذا أعضاء أمانة ذات المؤتمر, صندوق الأممالمتحدة للسكان, المحافظة السامية للاجئين و ممثلين عن برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. ويتمحور جدول أعمال المؤتمر حول دور أجهزة الأمن في وضع حد للعنف الممارس ضد النساء والفتيات وسيكون فرصة لتقاسم التجارب وتبادل الخبرات فيما يخص مكافحة العنف ضد المرأة وعرض الإصلاحات التي باشرتها أجهزة الشرطة بالقارة الإفريقية فيما يخص مكافحة العنف ضد النساء والوقاية منه. ويرمي المؤتمر الى تكريس مهمة إنجاز هذا المسار عبر تظافر جميع الجهود في سبيل وضع حد للعنف المسلط على المرأة عبر آليات مشتركة ناجعة في مواجهة الظاهرة التي تعاني منها معظم الدول الافريقية ودول عبر العالم مهما تنوعت الديانات بها أو الثقافات وحتى التقاليد. المقاربة الجزائرية .. تكنولوجية عالية ومراعاة واحترام لحقوق الانسان تعاطي الجزائر مع ظاهرة العنف بحق المرأة وتجربتها في مكافحة ذلك كان محل اهتمام افريقي بالنظر الى الانجازات المحققة في هذا الاطار وكذا الآليات المعتمدة من قبل الدولة من أجل ذلك. ومن ضمن ما تم اتخاذه في هذا المجال مصادقة مجلس الأمة شهر ديسمبر على مشروع القانون المعدل والمتمم لقانون العقوبات المتضمن اجراءات جديدة لمكافحة كل أشكال العنف ضد المرأة والذي استحدث قواعد تجريم جديدة بغية التكفل ببعض مظاهر العنف الخفي والأكثر انتشارا ويتعلق الأمر أساسا بالعنف الزوجي في مختلف مظاهره, والعنف المرتكب ضد المرأة بدوافع جنسية سواء في الأماكن العمومية أو الخاصة. وعشية انطلاق المؤتمر نظم بمنتدى الأمن الوطني يوم اعلامي تم خلاله ابراز الاهتمام الكبير الذي تليه أجهزة الشرطة الإفريقية للمقاربة الأمنية الجزائرية في مكافحة العنف والوقاية منه لاسيما العنف الممارس ضد النساء وهي مقاربة يقول عنها مدير الشرطة القضائية مراقب الشرطة علي فراغ "تقوم على احترام مبادئ حقوق الإنسان وتعتمد على الوسائل والتكنولوجيا العالية". كما اعتبرت رئيسة مكتب حماية الطفولة وقضايا المرأة بمديرية الشرطة القضائية عميد أول للشرطة خيرة مسعودان ان احتضان الجزائر للمؤتمر يعد "محطة هامة لتثمين ما قامت به الدولة الجزائرية بصفة عامة والمديرية العامة للأمن الوطني بصفة خاصة في مجال مكافحة العنف الممارس ضد النساء والاطفال مع التكفل بالضحايا" . نفس المسؤولة اوضحت بالمناسبة الى أن تزايد الشكاوى المتعلقة بالعنف الممارس ضد النساء مرجعة ذلك الى ارتفاع الوعي لدى المجتمع من جهة ووجود قوانين تعطي حماية أكثر للمرأة الجزائرية من جهة أخرى.