تنطلق يوم الأربعاء بالعاصمة السويسرية جنيف جولة جديدة من المفاوضات السورية تستهل بلقاء بين المبعوث الخاص للامين العام الاممي ووفد الهيئة العليا للمفاوضات في انتظار وصول وفد الحكومة بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية في سوريا في وقت تسعى فيه المنظمة الدولية إلى إنجاح هذه اللقاءات عبر "خطة عمل" عرضت تفاصيلها على الطرفين. لقاءات دي ميستورا ستكون مع كل وفد على حدة سواء, من مجموعات المعارضة الأخرى أو منظمات المجتمع المدني السورية أو وفد الحكومة الذي أبدى عشية انطلاق جولة التفاوض استعداده للقاء مباشر مع المعارضة. وسيبدأ مبعوث الأممالمتحدة الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا الجولة الجديدة للمحادثات السورية بلقاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن فريق الرياض السوري المعارض غدا الأربعاء وسيستمر خلال اليومين القادمين في لقاءات مع مختلف المدعويين إلى محادثات جنيف حول الأزمة السورية. جولة قد تشهد جلوس الوفدين المفاوضين وجها لوجه وقام المبعوث الاممي إلى سوريا خلال الأيام الماضية بجولة بالمنطقة زار خلالها الأردن ثم سوريا التي عقد بها لقاءات مع مسؤولين كبار في الدولة من بينهم وزير الخارجية وليد المعلم الذي حرص على التأكيد خلال لقائه اليوم دي مسيتورا على الموقف السوري بشأن الحل السياسي للأزمة السورية والالتزام بحوار سوري بقيادة سورية دون شروط مسبقة وجاهزية الوفد السوري للمحادثات اعتبارا من 15 أبريل الجاري بسبب الانتخابات البرلمانية المرتقبة. وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) في هذا الصدد على أن دي ميستورا عرض الأفكار والجهود المبذولة لإنجاح المحادثات حول الأزمة في سوريا و"خطة عمل" هذه الجولة كما شرح أسباب الجولة التي يقوم بها في المنطقة لإجراء مشاورات بهذا الشأن. كما أكد الوزير السوري ثقة الشعب السوري بحقه في تقرير مستقبله وحتمية انتصاره على تنظيم "داعش" الإرهابي وغيره من الجماعات الإرهابية التي تواصل خرقها لوقف الأعمال القتالية "بهدف إفشال الحوار السوري في جنيف" وذلك بعد الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش السوري في الميدان وآخرها تحرير مدينتي تدمر التاريخية والقريتين. يشار إلى أن هدنة وقف العمليات القتالية دخلت حيز التنفيذ منذ 27 فبراير الماضي بعد إعلان الحكومة السورية موافقتها على وقف العمليات العسكرية شريطة الاحتفاظ بحق الرد. من جهته أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم أن دمشق لا تعارض إجراء مفاوضات مباشرة مع المعارضة في جنيف إلى جانب عقد لقاءات مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا مؤكدا أنه يجب بحث وثيقة دي ميستورا التي تتضمن 12 بندا خلال المفاوضات المقبلة من أجل ادخال بعض التعديلات على هذه الوثيقة وتحسينها. كما أكد المقداد أن أكراد سوريا يجب أن يشاركوا في مفاوضات جنيف, مشيرا إلى أن الحكومة السورية لا تميز مواطني البلاد بحسب القومية. وكانت الهيئة العليا للمفاوضات أعلنت الأحد قبولها عقد مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السورية في جنيف برعاية الأممالمتحدة .وأوضحت أنها تعتزم خلال المفاوضات السورية بحث مسالة هيئة الحكم الانتقالي. وتشهد هذه الجولة لأول مرة جلوس الوفدين المفاوضين وجها لوجه لتبدأ المفاوضات المباشرة بينهما وهي المرحلة التي ستكون "الأصعب" وفق المراقبين نظرا لتمسك المعارضة برحيل الرئيس بشار الأسد في حين يرفض وفد النظام هذا الأمر من الأساس. وتعقد مفاوضات السلام السورية بين ممثلين للحكومة والمعارضة في جولة جديدة غدا بالتزامن مع إجراء الانتخابات التشريعية غدا في سوريا وهى الثانية منذ تفجر الأزمة.