دعا الأستاذ أمحمد بن رضوان يوم الأحد بالجزائر العاصمة المجتمع إلى تغلب المنظور"العقلي والديني على العاطفي" بخصوص التبرع بالأعضاء ونزعها من الجثث لزرعها للأشخاص الذين هم في حاجة إليها. وأكد الأستاذ برضوان وهو وزير أسبق للشؤون الدينية على هامش اللقاء الذي احتضنته المؤسسة الإستشفائية الجامعية مصطفى باشا حول "مكانة التنسيق بين المصالح في عملية نزع الأعضاء والأنسجة" أن المواطن الجزائري "لازال يغلب العاطفة والأحاسيس وليس العقل والدين بخصوص نزع الأعضاء في حالة موت دماغي". ودعا المتحدث و هو استاذ مساعد بمصلحة امراض الجلد بهذا المستشفي في هذا السياق عائلة الشخص الذي هو في حالة موت دماغي و التي ترفض نزع أعضائه لزرعها لمن هو في حاجة إليها إلى التغلب على"الحزن والألم خلال الساعات الأولى للوفاة" والسماح للخبرة بنزع الأعضاء وزرعها لمن هم في أمس الحاجة إليها. وألحت من جانبها رئيسة لجنة زرع الأعضاء بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية مصطفى باشا الأستاذة مليكة بن حليمة على ضرورة إعادة بعث هذه العملية مستقبلا من خلال وضع مخطط لذلك. وقالت "علينا أن نتقدم بسرعة ولكن دون إستباق المراحل" لتحقيق الأهداف المسطرة من طرف هذا المستشفى وهي إنجاز 80 عملية زرع للكلى خلال سنة 2016 و100 عملية خلال سنة 2017. ولتحقيق هذه الأهداف شددت الأستاذة بن حليمة على ضرورة تعزيز الفريق الطبي الحالي والوسائل اللازمة لذلك مع ضمان تنظيم محكم وتنسيق بين الإختصاصات وفروعها التي تتكفل بزراعة كل عضو على حدى. وبخصوص النقائص التي لازالت تقف في وجه هذه العملية أشارت ذات الأستاذة إلى ضعف الإتصال وتسجيل إختلالات في الخبرة والتنظيم وغياب مصلحة تتكفل بالتنسيق بين المصالح التي تسند لها هذه المهمة ناهيك عن رفض العائلة لعملية نزع الأعضاء من القريب المتوفى. كما سجلت نقائص أخرى تتمثل في الغياب الكلي لجراحين مؤهلين ومختصين في التخدير والإنعاش للقيام بنزع الأعضاء و قاعدة معطيات وقائمة إنتظار للمرضى المحتاجين لهذه العملية. وبخصوص المخاطر التي تواجه عملية زرع الأعضاء أكد الأستاذ دونيس غلوتز من مستشفى سان لويس بباريس(فرنسا) على ضرورة السهر على قبول الجسم المستقبل للعضو المزروع إلى جانب استمرار وظيفة هذا العضو مع الزمن وهما عاملان رئيسيان -حسبه- في نجاح هذه العملية. وأكد من جانب آخر أنه كلما طالت مدة تصفية الكلى للشخص الذي ينتظر عملية الزرع كلما فشلت عملية الزرع إلى جانب التقدم في سن المستقبل والمتبرع بالعضو موضحا بأن أحسن النتائج المسجلة تتعلق بالتبرع بالكلية وليس نزعها من الجثة. وفيما يتعلق بزرع قرنية العين عبرت رئيسة مصلحة طب العيون بالمؤسسة الإستشفائية مصطفى باشا الأستاذة أوريدة أوحاج بدورها عن إرتيحها لإستمرار العملية بفضل إستيراد هذا العضو من الولاياتالمتحدةالأمريكية مؤكدة إجراء 15 عملية زرع أسبوعيا. وكشفت ذات المختصة أن تعطل عملية نزع القرنية بالجزائر من الجثث يعود إلى عدم توفر بنك معطيات في هذا الإطار معلنة عن تنصيب هذا الجهاز نهاية شهر ماي المقبل مما سيساعد على الحد من إستيرادها من الخارج.