تشهد عاصمة جنوب السودان هدوءا حذرا في أعقاب الهدنة المؤقتة التي أعلن عليها من قبل الرئيس ميارديت سيلفاكير ونائبه الأول رياك مشار, وسط مخاوف أممية من احتمال تفاقم الاوضاع الامنية في البلد الفتي, مما دفع بالهيئة الاممية للموافقة على إقتراح تشكيل قوة تدخل ضمن مهمة حفظ السلام في البلاد. وبعد خمس سنوات من إعلان جنوب السودان إنفصاله عن السودان تجددت الخميس الماضي إشتباكات بين القوات الموالية للرئيس سلفاكير ونائبه رياك مشار في قتال عنيف استخدمت فيه "الاسلحة المضادة للطائرات" و"طائرات الهليكوبتر والدبابات" مما خلف مئات القتلى والجرحى ودفع بعشرات الآلاف من المدنيين للفرار إلى المناطق الأكثر أمنا حسب وسائل الاعلام. وقد دفعت الأوضاع بالهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد) بإنشاء كتيبة تدخل على غرار قوة قتالية تابعة للأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية يتيح لها تفويضها فرض السلام بإستهداف فصائل المتمردين المسلحين, بينما أصدر رئيس الدولة عفوا رئاسيا عن المقاتلين التابعين لنائبه الأول رياك مشار والذين شاركوا في المعارك التي وقعت في العاصمة /جوبا/ خلال الفترة من 8 إلى 10 يوليو الجاري في محاولة لتهدئة الاوضاع. الأممالمتحدة قلقة من تدهور الأوضاع في جوبا وتدعو لانشاء قوة تدخل أكدت المنظمة الأممية على لسان, مسؤول حفظ السلام ,إيرفي لادسوس, إستعدادها للعمل مع الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في شرق أفريقيا بشأن إقتراحها تشكيل قوة تدخل ضمن مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان توكل لها مهام تأمين جوبا ومطارها إن أمكن ليتسنى لحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية العمل دون قلق بشأن الأمور المتعلقة بالأمن. وتحتاج مثل هذه الوحدة القتالية لتفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي حث دول المنطقة يوم الأحد الماضي على الاستعداد لإرسال قوات إضافية لجنوب السودان في حالة موافقة المجلس على تعزيز بعثة حفظ السلام. وقال لادسوس, إنه ستكون هناك على الأرجح حاجة "لتعزيز قوة حفظ السلام بقوات إضافية وقدرات أقوى مثل طائرات الهليكوبتر الهجومية وطائرات بدون طيار لأغراض المراقبة لتتمكن من تحقيق التفويض الممنوح لها بحماية المدنيين". ورجحت الاممالمتحدة أن تطرأ زيادة كبيرة على العدد الرسمي الأولي الذي قدمته حكومة جنوب السودان لقتلى الاشتباكات التي دارت خلال الأيام الماضية في جوبا والبالغ 272 قتيلا بينهم 33 مدنيا. وأبدت الاممالمتحدة قلقها من تطور الاحداث في جوبا بالنظر للتقارير "المقلقة" التي تشير لمنع عدد كبير من المدنيين خلال الأيام القليلة الماضية من الوصول إلى مناطق أكثر أمنا. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد حث من قبل مجلس الأمن يوم الاثنين الماضي على فرض حظر سلاح على جنوب السودان ومعاقبة الزعماء والقادة الذين يعرقلون تطبيق اتفاق السلام وتعزيز بعثة حفظ السلام. ونشرت قوات حفظ السلام في جنوب السودان منذ استقلاله عن السودان عام 2011. وتنتشر هناك بالفعل قوة تضم نحو 13500 فرد. رئيس دولة جنوب السودان يعفو عن المقاتلين التابعين لنائبه الأول أصدر رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت عفوا رئاسيا عن المقاتلين التابعين لنائبه الأول رياك مشار والذين شاركوا في المعارك التي وقعت في العاصمة /جوبا/ خلال الفترة من 8 إلى 10 يوليو الجاري. وأفاد بيان صحفي نشر بأن العفو يشمل قوات مشار التي حملت السلاح ضد حكومة الوحدة الوطنية. وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه العاصمة جوبا هدوءا حذرا في أعقاب إعلان الرئيس سيلفاكير ونائبه الأول مشار توجيه أوامر لقواتهما للوقف الفوري للقتال ورغم هذه التهدئة إلا أنها مهددة بالمخاطر نتيجة لظهور تباعد للمواقف بين أطراف النزاع بشأن إنفاذ الترتيبات الأمنية المتعلقة بالعاصمة . وأعلن المتحدث الرسمي باسم قوات مشار أنهم سحبوا قواتهم خارج العاصمة تجنبا للمزيد من المواجهات مع المطالبة بنشر قوات دولية لتكون عازلة بين قوات الطرفين والتشديد على استكمال ترتيبات بنود السلام الخاصة بالجيش والأمن والشرطة والتفاصيل المتعلقة بوقف اطلاق النار. يذكر أن القتال اندلع خلال الأيام الماضية مجددا بين قوات موالية للرئيس سيلفاكير وقوات موالية لنائبه الأول رياك مشار في عدد من مناطق جنوب السودان من بينها العاصمة جوبا وخلف مئات القتلى والجرحى. نزوح عشرات الآلاف بسبب المعارك والعديد من الدول تسارع لإجلاء المدنيين أدت الموجة الاخيرة من العنف في جنوب السودان وخاصة بالعاصمة جوبا إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص بحسبما افادت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة فانيسا هوغينين. وقالت أن أعمال العنف التي شهدتها العديد من المناطق في هذا البلد تسببت في تشريد 36 ألف شخص. وحسبها فإن المعارك التي شهدتها عاصمة جنوب السودان بين القوات الموالية لرئيس جنوب السودان سلفا كير وقوات نائبه رياك مشار منذ الخميس الماضي, أدت الى تشريد الآلاف, من الأشخاص مشيرة إلى أن العدد مرشح للزيادة بسبب تردي الأوضاع في البلد الإفريقي.