دعت الأمم المتّحدة قادة جنوب السودان إلى الامتناع عن التصريحات العلنية (التي تنذر بتأجيج الوضع) في حين ألغيت قمّة الهيئة الحكومية للتنمية الخاصّة بدول شرق إفريقيا (إيغاد) التي كانت مقرّرة اليوم الخميس بجوبا، ويأتي ذلك في وقت يدرس فيه طرفا النزاع مشروع اتفاق لإنهاء المعارك. قال المتحدّث باسم الأمم المتّحدة فرحان حق للصحفيين في نيويورك: (من الأهمّية بمكان أن يتوخّى قادة جنوب السودان وجميع الشخصيات العامة الحذر في التصريحات والتعليقات العامة لتخفيف حدة التوترات وتقليل إمكانية حدوث مزيد من العنف). وجاءت تصريحات حق غداة اتّهام رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت الأمم المتّحدة بمحاولة خلق كيان موازٍ في بلاده، ونقلت وسائل إعلام محلية عن سلفاكير القول إنه إذا كان هذا هو موقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فعلى المنظمة الدولية أن توضح أنها (ترغب في السيطرة على جنوب السودان). وأطلق سلفاكير تصريحاته الغاضبة ردا على رفض قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتّحدة السماح لقوات جنوب السودان بالدخول إلى قاعدة أممية في مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي. وقال حق إن البعثة الأممية تحاول تنفيذ تفويضها من جانب مجلس الأمن (بشكل محايد) في جنوب السودان، حيث تقوم قوات حفظ السلام بحماية أكثر من سبعين ألف مدني وثماني قواعد بأنحاء البلاد. من جانب آخر، أعلن المتحدّث باسم خارجية جنوب السودان ماين ماكول عن إلغاء قمة إيغاد التي كانت مقررة اليوم الخميس بمدينة جوبا العاصمة، وكان سيشارك فيها الرئيس السوداني عمر البشير. وعزا ماكول هذا القرار إلى قرب موعد قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا نهاية الشهر الجاري، وقال إن معظم المسائل المرتبطة بالوضع في جنوب السودان ستبحث هناك بدلا من وجود ممثلي إيغاد فقط. ويدرس طرفا النزاع بجنوب السودان مشروعي اتفاق لإنهاء المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر، وينص المشروعان على وقف النار من جهة والإفراج عن 11 مسؤولا سياسيا اعتقلوا منذ بداية المعارك في جوبا يوم 15 ديسمبر الماضي بين القوات الحكومية وأنصار رياك مشار، النائب السابق للرئيس الذي تتهمه جوبا وقيادات سياسية أخرى بتدبير محاولة انقلاب. وينص مشروع اتفاق وقف الأعمال العدائية على أن يلتزم الطرفان المتناحران ب (الكفّ فورا عن كل العمليات العسكرية وتجميد قواتهما في المواقع حيث هي).