جدد يوم الخميس بالجزائر العاصمة مجاهدون عايشوا مختلف أحداث و تطورات ثورة نوفمبر 1954 تأكيدهم بأن ثورة التحرير المجيدة و بكل تفاصيلها هي "صنيع شعب" بأكمله قدم كل ما يملك لنيل حريته و استقلاله. و قال في هذا الخصوص المجاهد جاري ابراهيم من المحكوم عليهم بالاعدام على هامش ندوة تاريخية بادرت مصالح امن ولاية الجزائر الى تنظيمها بمناسبة الذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني و انعقاد مؤتمر الصومام ( 20 اوت 1955-1956) ان الثورة كانت و ستبقى القاسم المشترك و الابدي في تاريخ احرار الجزائر الذين قدموا الغالي و النفيس لاسترجاع سيادة الوطن. و أكد المجاهد عميد أول للشرطة المتقاعد بوربيع محمد الذي كان شاهدا على مجازر 8 ماي 1945 ان الرسالة الواجب ايصالها لجيل اليوم هي كون استقلال الجزائر "انتزع انتزاعا "من فرنسا و لم يكن هدية او مزية من الجنرال دوغول للشعب الجزائري , مضيفا ان ثورة نوفمبر 1954 بما فيها احدث الهجوم على الشمال القسنطيني و مؤتمر الصومام كانت و ستبقى عبرة لكل ابناء الوطن. و توجه المتحدث في كلمته لاطارات امن الولاية و باقي الحضور من مجاهدين سابقين اشتغلوا في اولى دفعات الامن الوطني بعد الاستقلال بالقول ان الواجب اليوم يقتضي من منتسبي هذا القطاع الحساس مواصلة العمل في الميدان بكل "امانة و صدق و اخلاص"حفاظا على تضحيات من قدموا انفسهم و ارواحهم فداءا لحياة الجزائر و استقلالها. و تم خلال الندورة التاريخية التي بادرت مصالح امن ولاية الجزائر الى تنظيمها بالمناسبة تقديم عرض وثائقي حول مسار الثورة التحريرية و ابرز التحولات التي عرفتها , مع عرض شهادات لمجاهدين عايشوا تنظيم مؤتمر الصومام و ظروف انعقاده التي باغتت فرنسا بالرغم من كل الامكانات الاستخباراتية التي سخرتها حينها للقضاء على الثورة. كما عرفت الندوة تكريم عدد من متقاعدي سلك الأمن الوطني من المجاهدين القدامى الذين يبقون حسب العميد الاول لويسي جيلالي ممثل رئيس امن الولاية مثالا يحتذى به في مسيرة اي منتسب للقطاع , مؤكدا ان الاهتمام و تذكر هذه الفئة من الرعيل الاول للامن الوطني يبقى اقل شيء يمكن ان يقدم لهم نظير التضحيات و الجهود التي بذلوها اثناء ثورة التحرير و بعد الاستقلال.