أجمع الجمهور العنابي الذي حضر مساء أمس الأحد بكثافة عرض الفيلم "سوريون" للمخرج باسل الخطيب الذي يدخل ضمن المنافسة في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي على أن هذا الفيلم قوي ومؤثر ويعكس بعبقرية عمق المأساة السورية وأبعادها المتعددة الانعكاسات. فبحرارة وتقدير سارع الجمهور الذي تأثر وتجاوب بعمق مع مشاهد الفيلم للالتفاف فور انتهاء العرض حول المخرج ليهنئه على نوعية هذا العمل السينمائي الذي يعكس برأي بعض ما شاهدوا العرض "صدقا في الأداء وعبقرية ترقى إلى السينما العالمية". وفي الوقت الذي أصر فيه بعض الشباب على أخذ صور تذكارية مع هذا السينمائي فضل البعض الآخر في نقاش مفتوح و تلقائي مع المخرج الاستفسار حول تقنيات تصوير بعض المشاهد القوية والعنيفة من هذا الفيلم وكذا اللغة المستعملة في بعض مشاهد هذا الفيلم الذي يعتبر كما قال باسل الخطيب "رسالة صادقة وقوية و مسؤولة لما يحدث في سوريا." ويتناول موضوع الفيلم المرأة السورية في مواجهة التحديات وتضحياتها في زمن الحرب ليكون هذا العمل السينمائي الجديد (2016 ) تتمة لثلاثية سينمائية بدأها هذا المخرج بفيلمي "آلام " و "مريم" كما أوضح باسل الخطيب خلال ندوة صحفية نشطها بمناسبة مشاركته في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي. ويبدأ الفيلم برومانسية قصة حب ومغامرات مصورة تلتقط صور الدمار في ديكور يعكس بقوة المأساة السورية. وتتلاحق أحداث قصتي "زينة" امرأة سورية تعانى من المرض وتعيش رومانسية مشاعر الحب في ديكور الريف السوري من جهة و "ريمة" المصورة الملتزمة والشجاعة التي أرادت أن تكون عدستها شاهدا صادقا ينقل ما يحدث في وطنها. كما تتعاقب الأحداث في مشاهد منفصلة لكل من يوميات هادئة لزينة و مغامرات العنف والدمار وصور الموت لريمة ليتقاطع مصير المرأتين مع يوسف والحرب في سوريا وصور عن الجماعات الإرهابية و ذلك في مشاهد مؤلمة ومأساوية هي صور مأساة سوريا كما قال المخرج. كما تتبع الجمهور العنابي سهرة أمس الأحد فيلما مصريا بعنوان "هيبتا" للمخرج هادي البغوري و آخر يوناني "فاميلى ممبر" (فرد من العائلة) للمخرج كارتيكيس مارينوس يندرجان ضمن المنافسة في هذا المهرجان. ويخوض فيلم "هيبتا " في تحليل بسيكولوجى و فلسفي لعلاقة الحب ومراحلها وما تحمله من مشاعر الرومانسية وفقدان التحكم في الذات في مراحلها الأولى لتبلغ مرحلة العودة إلى العقل والتصادم مع الواقع. ويعالج الفيلم هذا الموضوع بنظرة حديثة للتواصل السينمائي حيث يوظف الفيلم خطابات نظرية تحليلية تنقلها محاضرة تلقى بالجامعة من جهة و أحداث علاقات حب تمر بهذه المراحل وتجسد هذا التصور والتحليل لروابط الحب من جهة أخرى. أما الفيلم اليوناني "فاميلى ممبر" فيتناول قصة اجتماعية تسلط الضوء على صعوبة مواجهة متطلبات الحياة اليومية من خلال قصة عائلة يونانية بسيطة اضطرت بعد وفاة الجد على دفنه سرا و إخفاء وفاته لتتحايل على المصالح الاجتماعية قصد الحفاظ على معاشه الذي كان يستغل كإضافة لتلبية احتياجات العائلة. وبمشاركة 17 دولة متوسطية تتواصل العروض السينمائية لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بتوافد متزايد للشباب يوما بعد الآخر وحضور متلاحق ومتداول لسينمائيين على هذه التظاهرة حسب ما لوحظ.