لم يجد المخرج السوري باسل الخطيب من مفر إلا اختيار نفس الممثلين الذين شاركوا في فيلمه السينمائي "مريم" ليمنحهم أدوار شخصيات عمله الجديد "الأم". ولعل تعامل الخطيب مع نفس الفنانين وهم صباح الجزائري وديما قندلفت وسلاف فواخرجي ونورا رحال وسوزان سكاف وآخرون؛ فرضه الانقسام الحاصل داخل سوريا بين مؤيد ومعارض للنظام، خاصة بعد دخول البلاد في حرب لا تزال راحاها دائرة من ثلاث سنوات، حيث تسببت السياسة في خلق عداء فني، وإن أخفاه ظهورهم مع بعضهم البعض في المهرجانات الدولية؛ إلا أن القطيعة واضحة في رفض معارضي بشار الأسد وهم يمثلون الأغلبية في التعامل مع مؤيديه والعكس صحيح. ويتحدث فيلم" الأم" الذي كتب نصه المخرج نفسه وصورت مشاهده في سوريا، عن الحرب في البلد من خلال قصة أم وأولادها وكيف تغيرت حياتهم ومصائرهم خلال هذه الأزمة. حيث تجسد صباح الجزائري دور"أم عادل" التي تعيش في القرية وجميع أولادها بعيدين عنها قرّرت مغادرة سوريا في هذه الظروف، وهي رمز لمئات السوريين الذين تعرّضوا للعديد من الضغوط كالرعب والخوف والإهانة وقرّروا البدء بحياة جديدة خارج سوريا، رغم أنهم خرجوا من الوطن. وكان المخرج باسل الخطيب قد توج بجائزة "الوهر الذهبي" العام الماضي في الدورة السادسة لمهرجان وهران للفيلم العربي رغم منع عرضه في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية منها مهرجاني دبي والقاهرة السينمائيين الدوليين.